للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٦ - قال البزار: نا يوسف بن موسى، نا يعلى بن عبيد، نا سفيان، هو الثوري، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احذروا بيتاً "يقال له: الحمام" قالوا: يا رسول الله! يُنْقِي (١) الوسخ، قال: "فاستتروا" (٢).

هذا صحيح ولا يضره (إرسال) (*) من أرسله، فإن انتشار الخبر، وتفرد الحاملين له، هو الموجب لأن يروى تارة مرسلاً، وتارة مسنداً، ورواته (٣) ثقات فلا نبالي بإرسال من أرسله.


(١) ينقي: من الإنقاء أو التنقية.
(٢) ذكر الحديثَ الهيثمي في "كشف الأستار" بلفظه، في باب في الحمام: ١/ ١٦١ - ١٦٢، وفيه: قال البزار: رواه الناس عن طاوس مرسلاً، ولا نعلم أحدًا وصله، إلا يوسف، عن يعلى، عن الثوري، وقال الحافظ المنذري في (الترغيب والترهيب: ١/ ١٤٤): ورواته كلهم محتج بهم في الصحيح، ورواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولفظه: "اتقوا بيتاً يقال له: الحمام" قالوا: يا رسول الله! إنه يذهب الدرن وينفع المريض، قال: "فمَن دخله فليستتر". ورواه الطبراني في الكبير بنحو الحاكم، وقال في أوله: "شر البيوت الحمام، ترفع فيه الأصوات، وتكشف فيه العورات". والدرن: هو الوسخ.
(*) في الأصل: "أب يسل"، والظاهر ما أثبته.
(٣) ورواة الحديث:
يوسف بن موسى بن راشد القطان الرازي: ثقة، خرّج له البخاري في صحيحه وأبو داود والترمذي، توفي سنة ثلاث وستين ومئتين (تذكرة الحفّاظ: ٢/ ٥٤٨؛ الكاشف: ٣/ ٢٦٣). ويعلى بن عبيد بن أبي أمية: الكوفي، أبو يوسف الطنافسي، قال أبو حاتم: صدوق، ووثقه أحمد وابن معين والبخاري وغيرهم، مات سنة تسع ومئتين (تذكرة الحفاظ: ١/ ٣٣٤؛ لسان الميزان: ٧/ ٤٤٦؛ الكاشف ٣/ ٢٥٨).
وسفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب: الثوري، الإِمام الحافظ، أبو عبد الله الكوفي أحد الأئمة الأعلام، أمير المؤمنين في الحديث، كما قال شعبة ويحيى بن معين وجماعة، توفي -رَحِمَهُ اللهُ- سنة إحدى وستين ومئة. (تذكرة الحفّاظ: ٢٠٣/ ١؛ لسان الميزان: ٧/ ٢٣٣).
وابن طاوس: هو عبد الله، وطاوس هو ابن كيسان أبو عبد الرحمن اليماني الجندي، حدث عنه ابنه عبد الله والزهري وإبراهيم بن ميسرة، كان رأساً في العلم والعمل، وسمع زيد بن ثابت وعائشة وأبا هريرة، وزيد بن أرقم وابن عباس، مات سنة ست ومئة -رَحِمَهُ اللهُ-. =

<<  <   >  >>