للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا صلى الصبح أتى المشعر الحرام، فيرقاه أو يقف عنده، ويحمد الله، ويكبره، ويقرأ: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} - الآيتين - (١)، ويدعو حتى يسفر.

فإذا بلغ محسرًا: أسرع رمية حجرٍ (٢) وأخذ الحصى (٣) - وعدده سبعون بين


(١) قراءة هاتين الآيتين لا أعلم فيها سنةً، لكنها مناسبةٌ؛ لأن الإنسان يذكر نفسه بما أمر الله به في كتابه.
(٢) دليله: أن النبي صلى الله عليه وسلم حرك ناقته حين بلغ محسرًا ...
قال بعض العلماء: إن النبي صلى الله عليه وسلم أسرع لأنهم كانوا في الجاهلية يقفون في هذا الوادي ويذكرون أمجاد آبائهم، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخالفهم كما خالفهم في الخروج من عرفة وفي الخروج من مزدلفة.
ولعل هذا أقرب التعاليل ...
والظاهر: أنه لا يمكن الإسراع الآن؛ لأن الإنسان محبوسٌ بالسيارات؛ فلا يمكن أن يتقدم أو يتأخر ...
ولكن نقول: هذا شيءٌ بغير اختيار الإنسان، فينوي بقلبه أنه لو تيسر له أن يسرع لأسرع، وإذا علم الله من نيته هذا فإنه قد يثيبه على ما فاته من الأجر والثواب.
(٣) ظاهر كلام المؤلف: أنه يأخذه من وادي محسرٍ أو من بعده ...
والذي يظهر لي من السنة: أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - أخذ الحصى من عند الجمرة.
وأما أخذه من مزدلفة فليس بمستحب، وإنما استحبه بعض المتقدمين من التابعين لأجل أن يبدأ برمي جمرة العقبة من حين أن يصل إلى منًى؛ لأن رمي جمرة العقبة هو تحية منًى، ويفعل قبل كل شيءٍ.

<<  <   >  >>