للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: حدثتني أمي أنها كانتْ لأبي برزة جفنة (١) من ثريد غدوة وجفنة عشية للأرامل واليتامى والمساكين، ونقل عنه أنه كان يلبس الصوف (٢)، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا عوف قال: حدثني أبو المنهال سيار بن سلامة، قال: لما كان زمن ابن زياد أخرج ابن زياد فوثب ابن مروان بالشام حيث وثب، ووثب ابن الزبير بمكة. ووثب الذين يدعون بالقراء بالبصرة (٣).

أبو ثعلبة الخُشني: اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافًا كثيرًا، فقيل: اسمه جُرهم، وقيل: جرثوم، سكن الشام، وقيل: حمص، كان من عباد الصحابة (٤) ممن بايع تحت الشجرة، وضرب له بسهمه في خيبر، وأرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قومه، فأسلموا، توفي سنة خمس وسبعين للهجرة (٥).

أبو ذر الغفاري: واسمه: جندب بن جنادة، من السابقين الأولين في الإسلام، يقال: أسلم بعد أربعة، وكان خامسًا، ثم انصرف إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، يضرب به المثل في الصدق، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر» (٦)، وكان شجاعًا مِقدامًا شجاعا يتفرد وحده يقطع الطريق ويغير على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع، فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ، ثم إن الله قذف في قلبه الإسلام وسمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يومئذٍ بمكة يدعو مختفيًا (٧).

وروى عن زيد بن وهب قال: مررتُ بالربَذة فإذا أنا بأبي ذر، قال: فقلت: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ


(١) الجفنة: القصعة الكبيرة وهي: إناء يستخدم لحفظ الطعام.
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد (٤/ ٢٢٤).
(٣) المرجع السابق (٤/ ٢٢٤).
(٤) حلية الأولياء، لأبي نُعَيْم الأصفهاني، (٢/ ٣١).
(٥) الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ٤١٦).
(٦) مسند الإمام أحمد (٢/ ١٦٣، حديث (٦٥١٩)، وسنن ابن ماجه باب فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضل أبي ذر (١/ ١٠٨) حديث (١٥٦)، وقال في الحاشية: حسن لغيره.
(٧) الطبقات الكبرى لابن سعد (٤/ ١٦٧).