للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٢٨٥ - فإن قيل: قد عبروا بالقرء عن الطهر، قال الأعشى:

أفي كل يوم أنت جاشم غزوة .... تشد لأقصاها بزيم عزائكا

مورثة مجدًا وفي الذكر رفعة .... لما ضاع فيها من قروء نسائك

٢٥٢٨٦ - قلنا لهم: المجاز يعبر في موضع الخلاف شيئًا لاتفاقنا عى تسميتهم لكل واحد من الطهر والحيض قرء، فتكلف الاجتماع بمجرد التسمية لا معنى له، كما لا نحتج نحن بما جاء في ذلك أنه الحيض، أنشد ثعلب:

٢٥٢٨٧ - يا رب مولى حاسد مباغض على ذي ضغن .... وصب فارض له قروء كقروء الحائض.

فشبه هيجان عداوته بهيجان الحيض، على أن الأعشى إنما أراد الوقت، وذلك أن العرب كانت لا تمتنع من الوطء في حال الحيض والطهر، وإنما كانت تمتنع من ذلك اليهود، فعلم أنه أراد بالقرء وقت الجماع، أو فعل الطهر الذي لا يجامع فيه يشبهها بالحيض التي يمنع من الجماع، فمعنى هذا إن صح من دين العرب تجنب الوطء في حال الوطء، ويدل عليه أنهم يقولون لمن تحيض: هذه من ذوات الأقراء، ولمن لا تحيض: هذه ليست من ذوات الأقراء، فدل أن الاسم للحيض.

٢٥٢٨٨ - فإن قيل: إنما قالوا ذلك؛ لأن القرء وهو الطهر من الحيض.

٢٥٢٨٩ - قلنا: فهذا دليلنا على أن الاسم تناول الطهر للمجاورة، وهذه طريقة المجاز.

٢٥٢٩٠ - ويدل عليه حديث عائشة رضي الله عنها وابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (طلاق الأمة تطليقتان وعدتها حيضتان).

٢٥٢٩١ - فإن قيل: حديث عائشة رواه مظاهر بن أسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>