للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السوق الصغير فلا تدخل المسجد الحرام، اللهم إلَّا ما يتجمع من مياه الأمطار النازلة عليه. فلما صدر أمر جلالة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود بتوسعة المسجد الحرام وباشروا العمل فعلًا في أول سنة ١٣٧٥ هـ ... جعلوا ممر السيل عن طريق الهجلة وبالمسفلة تحت الأرض في نفق خاص لذلك (١).

وملخص ما عملته حكومة جلالة الملك سعود رحمه الله في هذا الصدد:

١ - أنشئت تحت الطبقة الأولى -بالحرم- طبقة من الأقبية ارتفاعها ثلاثة أمتار ونصف المتر، وسطحها في مستوى الأرض.

٢ - أنشئ مجرى خاص يمتد من أسفل رصيف الجهة الجنوبية من شارع القشاشية ويمر تحت منطقة الصفا، ثم تحت رصيف الشارع الجديد، ويبلغ عرض هذا المجرى خمسة أمتار وارتفاعه ما بين أربعة أمتار وستة، والغاية منه تحويل مجرى السيل الذي طالما اخترق المسعى وتسبب في تسرب المياه من أبواب المسجد.

٣ - وفي المرحلة الثانية من التوسعة السعودية ١٣٧٩ هـ أنهي بناء وسقف القسم المتبقي من مجرى السيل، فامتد إلى الجهة المقابلة لباب أم هاني، وإلى الطريق الجديدة في السوق الصغير, ثم إلى طريق الهجلة، حيث انتهى بفوّهة يندفع منها الماء إلى أرض منخفضة فنحو المسفلة.

وهكذا تم التغلب -بصورة كبيرة- على السيول المداهمة للمسجد الحرام بجهد وصبر وتفانٍ وسهر من حكومة المملكة العربية السعودية على راحة المصلين في أشرف بقعة وأفضل موقع، ويمثل هذا العمل جزءًا عزيزًا وغاليًا من أجزاء كثيرة تقدمها هذه الدولة المشرفة لخدمة الإِسلام والمسلمين، وخدمة بيوت الله والحرمين الشريفين منها بخاصة، بسخاء لا نظير له على مر التاريخ (٢).


(١) التاريخ القويم: ٢/ ٢٠٣.
(٢) من مقال لشقيقي الأكبر الأستاذ عمر أبو بكر باذيب نزيل المدينة المنورة بعنوان "السيول في المسجد الحرام والجهود التي بذلت في تحويلها عنه"، نشر في ملحق التراث (عدد ٤٥) في صحيفة المدينة السعودية بتاريخ الخميس ٧ رمضان ١٤١٧ هـ.

<<  <   >  >>