للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجهه كل خطيئة نَظَر إليها بعينيه مع الماء -أو مع آخر قطر الماء- فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء -أو مع آخر قطر الماء- فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشَتْها رجلاه مع الماء -أو مع آخر قطر الماء- حتى يخرج نقيًا من الذنوب" (١)، وفي "مسند الإمام أحمد" عن عقبة بن عامر قال: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "رجُلان من أمتي يقوم أحدهما من الليل يُعالج نفسه إلى الطَّهور، وعليه عُقَد، فيتوضأ؛ فإذا توضأ يديه انحلت عقدةٌ، وإذا توَضَّأ وجهه انحلت عقدة، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضَّأ رجليه انحلت عقدة، فيقول الرب عز وجل للذي وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يُعالج نَفسَه، ما سألني عبدي هذا فهو له" (٢)، وفيه أيضًا عن أبي أمامة يرفعه: "أيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة ثم غسل كفيه نزلت خطيئته من كَفَّيه مع أول قطرةٍ، فإذا تمضمضَ واستنشق واستنثر نزلت خطيئتُه من لسانِه وشفَتَيْه مع أول قطرة، فإذا غسل وجهه نزلت خطيئتهُ من سَمْعِه وبصره مع أول قطرة، فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سَلِم من كل ذنب هو له، ومن كل خطيئته كهيئتِه يومَ ولدتُه أمُّه، فإذا قام إلى الصلاة رفع اللَّه بها درجته، وإنْ قعد قعد سالمًا" (٣) وفيه أن مقصود المضمضة كمقصود غسل الوجه واليدين سواء، وأن


(١) رواه مسلم (٢٤٤): كتاب (الطهارة): باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء. وانظر: "الطهور" لأبي عبيد القاسم بن سلام (رقم ١٢ - بتحقيقي) فقد أسهبت في تخريجه في تعليقي عليه، وللَّه الحمد.
(٢) رواه أحمد (٤/ ٢٠١)، وابن حبان (١٠٥٢ و ٢٥٥٥)، والروياني (٢٣٧) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي عُشَانة عن عقبة بن عامر به. وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
ورواه أحمد (٤/ ١٥٩)، والطبراني في "الكبير" (١٧/ ٨٤٣) من طريق ابن لهيعة عن أبي عشانة به.
قال الهيثمي في "المجمع" (١/ ٢٢٤): "وله سندان، ورجال أحدهما رجال الصحيح"، وقال في (٢/ ٢٦٤): "وفيه ابن لهيعة وفيه كلام"!!. وانظر: "إتحاف المهرة" (١١/ ١٨٨).
(٣) رواه أحمد في "مسنده" (٥/ ٢٦٣) بهذا اللفظ، من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة، وعزاه الهيثمي (١/ ٢٢٢) للطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وقال: "وفي إسناد أحمد عبد الحميد بن بهرام عن شهر، واختُلف في الاحتجاج بهما، والصحيح أنهما ثقتان، ولا يقدح الكلام فيهما". ولم أجده في "المعجم الكبير" مطولًا هكذا بل هو فيه (٧٥٦٠ و ٧٥٦٢ - ٧٥٦٧ و ٧٥٦٩ - ٧٥٧٢) =

<<  <  ج: ص:  >  >>