للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحوها من السور (١)؛ لأن القلب أفْرغُ ما يكون من الشواغل حين انتباهه من النوم، فإذا كان أول ما يقْرع سمعه كلام اللَّه الذي فيه الخير كله بحذافيره صادفه خاليًا من الشواغل فتمكَّن فيه من غير مزاحم؛ وأما النهار فلما كان بضد ذلك كانت قراءة صلاته سرًا (٢) إلا إذا عارض في ذلك معارض أرجح منه؛ كالمجَامع العِظام في العيدين والجمعة والاستسقاء والكسوف؛ فإن الجهر حينئذ أحسن وأبلغ في تحصيل المقصود، وأنفع للجمع، وفيه من قراءة كلام اللَّه [عليهم] (٣) وتبليغه في المجامع العِظام ما هو من أعظم مقاصد الرسالة، واللَّه أعلم.

[فصل [السر في تقديم العصبة البعداء على ذوي الأرحام وإن قربوا]]

وأما قوله: "وورَّث ابنَ ابن العم وإن بعُدت درجته دون الخالة التي هي شقيقة للأم" فنعم، وهذا من كمال الشريعة وجلالتها؛ فإنَّ ابنَ العم من عصبته القائمين بنصرته وموالاته والذَّبِّ عنه وحمل العقل عنه، فبنُو أبيه هم أولياؤه


= (٢/ ٣٨٩) من طريق الزهري عن أنس قال: صليت خلف أبي بكر الفجر فاستفتح البقرة فقرأها في ركعتين وإسناده صحيح.
ورواه عبد الرزاق (٢٧١٢) من طريق قتادة عن أنس وإسناده صحيح.
ورواه مالك في "الموطأ" (١/ ٨٢)، ومن طريقه الشافعي في "مسنده" (١/ ٨٤)، والبيهقي (٢/ ٣٨٩)، وعبد الرزاق (٢٧١٣) عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي بكر ورواته ثقات لكن عروة لم يدرك أبا بكر.
(١) الذي وجدته عن عمر في قراءته في الفجر ما رواه ابن أبي شيبة (١/ ٣٨٩) من طريق الزبير بن خِرِّيت عن عبد اللَّه بن شقيق عن الأحنف قال: صليت خلف عمر الغداة فقرأ (يونس وهود) ونحوهما. وإسناده صحيح.
وروى مالك في "الموطأ" (١/ ٨٢)، ومن طريقه الشافعي في "مسنده" (١/ ٨٤)، والبيهقي في "الكبرى" (٢/ ٣٨٩)، وعبد الرزاق (٢٧١٥) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة قال: ما حفظت سورة يوسف وسورة الحج إلا من عمر.
ورواه ابن أبي شيبة (١/ ٣٨٩) مختصرًا وسقط منه (عروة)، واقتصر منه على سورة يوسف. وإسناده صحيح.
وفي "مصنف ابن أبي شيبة" "ومصنف عبد الرزاق" أنه قرأ -أيضًا- بالكهف وآل عمران.
وأما سورة بني إسرائيل التي ذكرها ابن القيم، فقد وجدت ابن مسعود كان يقرأ بها في صلاة الفجر؛ كما رواه ابن أبي شيبة (١/ ٣٨٩) بإسناد صحيح عنه.
(٢) في (د) و (ك): "سرية".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>