للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البخاري: "وهو أصح من رواية عمرو عن أبي رافع" (١) يعني المتقدم، وقال أيضًا: "كلا الحديثين عندي صحيح" (٢).

وعن الحسن عن سمرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "جارُ الدار أولى (٣) بالدار" (٤) رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، انتهى. وقد صح سماع الحسن من سمرة، وغاية هذا أنه كتاب (٥)، ولم تزل الأمة تعمل بالكتب قديمًا وحديثًا، وأجمع الصحابة على العمل بالكتب، وكذلك الخلفاء بعدهم، وليس اعتماد الناس في العلم إلا على الكتب فإن لم يُعمل بما فيها


(١) أورد الترمذي في "العلل الكبير" (١/ ٥٦٨ - ٥٦٩) حديثي أنس والشريد، ثم قال عن حديث الشريد: "أصح، وقد روى عمرو بن الشريد عن أبي رافع قصة غير قصة أبيه، وأرجو أن يكون حديث أبي رافع محفوظًا".
(٢) قاله في "الجامع" (١٣٦٨) وأقره الذهبي في جزء "حق الجار" (ص ٣٦).
(٣) قال في (ط): "في نسخة هنا "أحق بالدار"، انظر: "إعلام الموقعين ط: فرج اللَّه زكي الكردي (٢/ ٢٥٤) ".
قلت: ونحو هذا القول في (د) والنسخة المشار إليها هي (ن) و (ك) و (ق).
(٤) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٧/ ١٦٥)، وأحمد (٥/ ٨ و ١٢ و ١٣ و ١٧ و ١٨ و ٢٢)، وأبو داود (٣٥١٧) في (البيوع): باب في الشفعة، والترمذي (١٣٦٨) في (الأحكام): باب ما جاء في الشفعة، والنسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة" (٤٥٨٨) -، والطيالسي (٩٠٤)، والطبراني في "الكبير" (٦٨٠٠ - ٦٨٠٧، ٦٩٢٠، ٦٩٢٣، ٦٩٤١)، و"مسند الشاميين" (٢٦٥١)، والروياني في "المسند" (٧٨٦، ٧٩٩، ٨٢٣، ٨٦٦)، وابن الجارود (٦٤٤)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (١٣٩٣ - ١٣٩٧)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٤/ ١٢٣)، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (١٣٥)، وأبو الطاهر الذهلي في "جزء حديثه" (٥١)، وابن عدي (٢/ ٣١٦ و ٣/ ٩)، والبيهقي (٦/ ١٠٦)، وابن حزم في "المحلى" (٩/ ١٠١)، وأبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (٢/ ٣٢٦) عن الحسن عن سمرة.
قال الترمذي: حديث سمرة حسن صحيح، وروى عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مثله، وروي عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، والصحيح عند أهل العلم حديث الحسن عن سمرة ولا نعرف حديث قتادة عن أنس إلا من حديث عيسى بن يونس.
أقول: ومثل هذا قال الدارقطني على ما نقله عنه الضياء ثم تعقبه الضياء في: "الأحاديث المختارة" (٧/ ١٢٢ - ١٢٤) وانظر: "العلل الكبير" للترمذي (١/ ٥٦٨)، و"العلل" لابن أبي حاتم (١٤٣٦)، و"إرواء الغليل" (٥/ ٣٧٧) وما سيأتي قريبًا.
(٥) انظر تفصيل المسألة بإسهاب وتحقيق في "المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس" (٣/ ١١٧٤ - ١٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>