للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عمر (١): وتشبه زلة العالم بانكسار السفينة؛ لأنها إذا غرقت غرق معها خلْق كثير.

قال [أبو عمر] (١): وإذا صح وثبت أن العالم يزل ويخطئ لم يجز لأحد أن يفتي ويدين يقول لا يعرف وجهه.

وقال غيرُ أبي عمر (٢): كما أن القضاةَ ثلاثة قاضيان في النار وواحد في الجنة فالمفتون ثلاثة، ولا فرق بينهما إلا في كون القاضي يُلزِمُ بما أفتى به، والمفتي لا يلزم به.

وقال ابنُ وهب: سمعتُ سفيان بن عيينة يُحدِّث عن عاصم بن بَهْدَلة، عن زِرِّ بن حُبيش، عن ابن مسعود أنه كان يقول: اغْدُ عالمًا أو متعلمًا ولا تغدُ إمَّعة فيما بين ذلك، قال ابن وهب: فسألت سفيان عن الإمَّعة، فحدثني عن أبي الزناد، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال: كنا ندعو الإمَّعة في الجاهلية الذي يُدعى إلى الطعام فيأتي معه بغيره، وهو فيكم المُحَقِّب (٣) دينه الرجال (٤).


= وعطاء اختلط، وزائدة يظهر أنه سمع منه في حال الاختلاط، وتوبع، تابعه حماد بن سلمة، رواه ابن حزم في "الإحكام" (٦/ ١٤٩)، وحماد سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده، وما لم يتميز السماع فلا يصح، وقال شعبة: "ما حدثك عطاء عن رجاله زاذان وميسرة وأبي البختري فلا تكتبه".
(١) هو ابن عبد البر -رحمه اللَّه- وانظر "الجامع" (٢/ ١١١ - ط القديمة و ٢/ ٩٨٢ - ط دار ابن الجوزي)، وما بين المعقوفتين سقط من (ن) و (ق) و (ك).
(٢) يريد ابن حزم، انظر: "الإحكام" له (٦/ ٤٤).
(٣) "يجعل دينه تبعًا لدين غيره بلا حجة ولا برهان" (و). وانظر: "غريب الحديث" (٤/ ٤٩ - ٥٠) لأبي عبيد، و"الفائق" (١/ ٤٣)، وكتابي "المروءة وخوارمها" (ص ١١١ - ١١٢/ ط الثانية).
(٤) رواه من طريق سفيان: الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (٣/ ٣٩٩)، وسعدان بن نصر في "جزئه" (رقم ١٤٠)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٦/ ١٨٨)، والخطيب في "التطفيل" (ص ٦٤ - ٦٥)، والحنائي في "فوائده " (رقم ١٠٦ - بتحقيقي)، وابن عبد البر في "الجامع" (١٤٥) و (١٨٧٤ - ١٨٧٦)، والبيهقي في "المدخل" (٣٧٨)، وابن حزم في "الإحكام" (٦/ ٦٨، ١٤٧).
ورواه عن ابن مسعود جماعة، وهم:
أولًا: أبو عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود: رواه أبو بكر بن أبي شيبة (٨/ ٥٤١)، ووكيع في "الزهد" (٣/ ٨٢٩)، وأبو خيثمة في "العلم" (١)، وابن عبد البر في "الجامع" (١٣٩ و ١٤٧). =

<<  <  ج: ص:  >  >>