للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "خيرُ الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبقُ شهادةُ أحدهم يمينه ويمينه شهادته" (١)، وفي "الصحيحين" من حديث أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تسُبُّوا أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه" (٢) وقال ابنُ مسعود: "إن اللَّه نَظَر في قلوب عباده فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، ثم نظر (٣) في قلوب الناس بعده فرأى قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فاختارهم لصحبته، وجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه، فما رآه المؤمنون حسنًا فهو عند اللَّه حسن، وما رأوه (٤) قبيحًا فهو عند اللَّه قبيح" (٥) وقد أمرنا


(١) سبق تخريجه.
(٢) رواه البخاري (٣٦٧٣) في "فضائل الصحابة": باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو كنت متخذًا خليلًا"، ومسلم (٢٥٤١) في (فضائل الصحابة): باب تحريم سب الصحابة -رضي اللَّه عنهم-، ووقع عند الإمام مسلم (٢٥٤٠) من حديث أبي هريرة، وهو وهم كما ذكره الحافظ في "الفتح" (٧/ ٣٥)، وسبقه المزيُّ في "تحفة الأشراف" (٣/ ٣٤٣ - ٣٤٤)، وانظر: "جزء في طرق حديث لا تسبوا أصحابي" (ص ٦٥) لابن حجر، بتحقيقي.
(٣) في (ق): "رأى".
(٤) في (ك): "رآه المؤمنون" وقد وردت هكذا في كثير من مصادر الحديث التي أخرجته.
(٥) رواه الطيالسي (٢٤٦) -ومن طريقه البيهقي في "المدخل" (٤٩)، وأبو نعيم (١/ ٣٧٥ - ٣٧٦)، والطبراني في "الكبير" (٨٥٨٣)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١/ ١٦٦ - ١٦٧)، والبغوي في "شرح السنة" (١٠٥) من طرق عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود به.
ورواه أحمد في "مسنده" (١/ ٣٧٩)، والبزار (١٣٠ - كشف الأستار)، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (٥٤١)، والطبراني في "الكبير" (٨٥٨٢)، والحاكم في "المستدرك" (٧٨/ ٣) من طريق عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.
وأظن أن هذا الاختلاف من عاصم -وهو ابن بَهدلة- فإن في حفظه شيئًا، وقد قال الدارقطني في "علله" (٥/ ٦٧): رواه نصير بن أبي الأشعث عن عاصم عن المسيب بن رافع ومسلم بن صبيح عن عبد اللَّه.
ورواه الطبراني في "الكبير" (٨٥٩٣) من طريق الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللَّه، قال الهيثمي في "المجمع" (١/ ١٧٨ و ٨/ ٢٥٢): رجاله موثقون، وحسنه شيخنا الألباني -رحمه اللَّه تعالى- في "السلسلة الضعيفة" (٢/ ١٧).
وقد ورد هذا مرفوعًا من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٤/ ١٦٥)، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٤٥٢) من حديث أنس بن مالك.
وقال ابن الجوزي: تفرد به سليمان بن عمرو النخعي، قال أحمد: كان يضع الحديث.
وقال المصنف في "لفروسية" (ص ٢٩٨ - ٢٩٩ - بتحقيقي): "إن هذا ليس من كلام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإنما يضيفه إلى كلامه من لا علم له بالحديث، وإنما هو ثابت عن ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>