للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[من أقوال العلماء في ذلك المعنى]]

وقال الشافعي: أخبرنا سُفيان بن عُيينة، عن عُبيد اللَّه (١) بن أبي يزيد، عن أبيه قال: أرسل عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، إلى شيخ من زهرة كان يسكن دارنا، فذهبتُ معه إلى عمر، فسأله عن وِلادٍ من ولادِ الجاهلية، فقال: أما الفراش فلفلان، وأما النطفة فلفلان؛ فقال عمر: صدقت، ولكن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قضى بالفراش (٢).

قال الشافعي: وأخبرني من لا أتهم عن ابن أبي ذئب قال: أخبرني مَخْلَد بن خُفاف قال: ابتعت غلامًا، فاستغللته، ثم ظهرتُ منه على عيبٍ، فخاصمتُ فيه إلى عمر بن عبد العزيز، فقضى لي [بردّه، وقضى عليَّ] (٣) برد غَلَّته، فأتيت عُروة فأخبرته، فقال: أرُوحُ إليه العشيةَ فأخبره أن عائشة -رضي اللَّه عنهما- أخبرتني أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قضى في مثل هذا أن الخَراجَ بالضمان، فعجلتُ إلى عمر فأخبرته بما أخبرني به عروة عن عائشة عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال عمر: فما أيسرَ [هذا] (٤) عليَّ من [رد] (٥) قضاءٍ قضيتُه، اللهم إنك تعلم أني لم أُرِدْ فيه إلا الحقَّ؛ فبَلَغَتْني فيه سنَةٌ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأرد قضاء عمر وأنفذ سنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فراح إليه عروة؛ فقضى لي أن آخذ الخراج من الذي قضى به عليَّ له (٦).

قال الشافعي: وأخبرني مَنْ لا أتهم من أهل المدينة، عن ابن أبي ذئب


(١) في (ق) و (د): "عبد اللَّه".
(٢) هو في "مسند الشافعي" (٢/ ٣٠)، ورواه من طريقه البيهقي (٧/ ٤٠٢)، وفي "المعرفة" (٧/ ٢٣٨ رقم ٢٢٩٠).
ورواه بنحوه ابن ماجه (٢٠٠٥) في (النكاح): باب الولد للفراش، والحميدي (٢٤)، ومسدد، والأزرقي في "أخبار مكة" (١/ ١٥٨) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٣/ ١٠٤) وأبو يعلى (١٩٩ - مختصرًا)، وابن أبي عمر في "مسنده"؛ كما في "مصباح الزجاجة" (١/ ٣٤٩) من طريق ابن عيينة به، وقال البوصيري: "إسناد صحيح، رجاله ثقات"، وهو كما قال.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٥) ما بين المعقوفتين من هامش (ق) فقط.
(٦) هو في "مسند الشافعي" (٢/ ١٤٤) و"الرسالة" (ص ٤٤٨ رقم ١٢٣٢) ومن طريقه رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٥/ ٣٢١) وفيه شيخ الشافعي وهو مبهم وأخرجه مختصرًا الطيالسي (١٤٦٤) ومضى تخريج حديث "الخراج بالضمان" والحمد للَّه، وانظر تعليق الشيخ العلامة أحمد شاكر على "الرسالة".

<<  <  ج: ص:  >  >>