للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معصيته، وليس هذا تقديمًا لها على كتاب اللَّه، بل امتثال لما أمر اللَّه به من طاعة رسوله، ولو كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يُطاع في هذا القسم لم يكن لطاعته معنى، وسقطت طاعته المختصة به، وإنه إذا لم تجب طاعته إلا فيما وافق (١) القرآن لا فيما زاد عليه لم يكن له طاعة [خاصة] (٢) تختص به، وقد قال اللَّه تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: ٨٠] وكيف يمكن أحدًا من أهل العلم أن لا يقبل حديثًا زائدًا على كتاب اللَّه؛ فلا يقبل حديث تحريم المرأة على عَمَّتها ولا على خالتها (٣)، ولا حديث التحريم بالرضاعة لكل ما يَحرُم من النَّسب (٤)، ولا حديث خِيار الشَّرط (٥)، ولا أحاديث الشفعة (٦)، ولا حديث الرهن في الحضر (٧) مع أنه زائد على ما في القرآن، ولا حديث ميراث الجَدَّة (٨)، ولا حديث تخيير


(١) في (ك): "يوافق".
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٣) رواه البخاري (٥١٠٩ و ٥١١٠) في (النكاح): باب لا تنكح المرأة على عمتها، ومسلم (١٤٠٨) في (النكاح): باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في النكاح، من حديث أبي هريرة، ورواه البخاري (٥١٠٨) من حديث جابر.
(٤) رواه البخاري (٢٦٤٥) في (الشهادات): باب الشهادة على الأنساب، و (٥١٠٠) في (النكاح): باب {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ}، يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب، ومسلم (١٤٤٧) في (الرضاع): باب تحريم ابنة الأخ من الرضاعة، من حديث ابن عباس.
ورواه البخاري (٢٦٤٦) في (الشهادات)، و (٣١٠٥) في (فرض الخمس): باب ما جاء في بيوت أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، و (٥٠٩٩)، ومسلم (١٤٤٤) في (الرضاع): باب يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة، من حديث عائشة.
(٥) رواه البخاري (٢١٠٧) في (البيوع): باب كم يجوز الخيار، و (٢١٠٩) باب إذا لم يوقت الخيار هل يجوز البيع، و (٢١١١) باب "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا"، و (٢١١٢) باب إذا خير أحدهما صاحبه بعد البيع فقد وجب البيع، و (٢١١٣) باب إذا كان البائع بالخيار هل يجوز البيع، ومسلم (١٥٣١) في (الببوع): باب ثبوت خيار المجلس للمتبايعين، من حديث ابن عمر.
(٦) أحاديث الشفعة تقدم عدد كبير منها، واللَّه الموفق.
(٧) أحاديث الرهن في الحضر كثيرة منها:
حديث أنس بن مالك: رواه البخاري (٢٠٦٩) في (البيوع): باب شراء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالنسيئة، و (٢٥٠٨) في (الرهن): باب الرهن في الحضر، ولفظه: "ولقد رهن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- درعًا له بالمدينة عند يهودي، وأخذ منه شعيرًا لأهله".
وحديث عائشة: رواه البخاري (٢٠٦٨)، وأطرافه كثيرة هناك، ومسلم (١٦٠٣) في (المساقاة): باب الرهن وجوازه في الحضر والسفر.
(٨) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>