للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: ١٥٨] أنَّه طلوعُ الشمس من مغربها (١) وكما فسر قوله: {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} [إبراهيم: ٢٤] بأنها النَّخلة (٢)،


(١) رواه البخاري (٤٦٣٥) في (تفسير الأنعام): باب {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ}، و (٤٦٣٦) باب لا ينفع نفسًا إيمانها، و (٦٥٠٦) في (الرقاق): باب رقم (٤٠)، و (٧١٢١) في (الفتن): باب رقم (٢٥)، ومسلم (١٥٧) في (الإيمان): باب بيان الزمن الذي يقبل فيه الإيمان، من حديث أبي هريرة.
(٢) رواه الترمذي (٣١١٩) في (التفسير): باب ومن سورة إبراهيم عليه السلام، والنسائي في (تفسيره) (٢٨٢)، وأبو يعلى (٤١٦٥)، ومن طريقه ابن حبان (٤٧٥)، والطبري (٢٠٦٧٨ و ٢٠٦٧٩)، والحاكم (٢/ ٣٥٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٧/ رقم ١٢٢٥٢)؛ وكما في "تفسير ابن كثير" (٢/ ٥٥٠)، من طريق حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس مرفوعًا: "مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة. . . " هي النخلة.
وصححه الحاكم ووافقه والذهبي!!
لكن رواه الترمذي بعد (٣١١٩)، وعبد الرزاق في "تفسيره" (٢/ ٣٤٢)، والطبري (٢٠٦٧٧ - ٢٠٦٨١) من طرق عن شعيب بن الحبحاب عن أنس موقوفًا.
قال الترمذي "وهذا أصح -أي الوقف- من حديث حماد بن سلمة، ولا يعلم أحد رفعه غير حماد بن سلمة، ورواه حماد بن زيد، ومعمر وغير واحد ولم يرفعوه".
ومما يدل على وهم حماد بن سلمة، وأن الصواب الوقف: أنَّ الطبري رواه من طريقه موقوفًا (٢٠٦٨٠).
وحماد بن سلمة له من مثل هذه الأخطاء، وكان رفّاعًا.
ورواه البزار في "مسنده" -كما في "تفسير ابن كثير" (٢/ ٥٥٠) - من طريق سعيد بن الربيع عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس أحسبه رفعه، وإسناده جَيّد.
لكن رواه الطبري (٢٠٦٧٤ - ٢٠٦٧٦) من طرق عن معاوية بن قرة عن أنس موقوفًا.
وله شاهد من حديث ابن عمر: رواه أحمد (٢/ ٩١)، وابن مردويه؛ كما في "الدر المنثور" (٥/ ٢٢) من طريق شريك عن سلمة عن مجاهد عنه مرفوعًا.
قال السيوطي في "الدر": إسناده جيّد.
أقول: كيف وفيه شريك القاضي، وهو ضعيف!!
ورواه الطبري (٢٠٦٩٧) من طريق رجل عن ابن عمر مرفوعًا، وهذا يجعل للحديث أصلًا واللَّه أعلم.
وفي "صحيح البخاري" (٦١ و ٦٢ و ٧٢ و ١٣١ و ٢٢٠٩ و ٤٦٩٨ و ٥٤٤٤ و ٥٤٤٨ و ٦١٢٢ و ٦١٤٤)، ومسلم (٢٨١١) من حديث ابن عمر مرفوعًا: "إن من الشجر شجرةً لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم. . . فقال: هي النخلة".
وفي بعض ألفاظ الحديث: من يخبرني عن شجرة مثلها مثل المؤمن أصلها ثابت، وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وهذا لفظ ابن حبان (٢٤٣)، وإسناده إلى ابن عمر صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>