للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما سُقي بنَضْحٍ أو غَرْب فنصف العُشر" (١)، قالوا: وهذا يعم القليل والكثير (٢)، وقد عارضه الخاص، ودلالة العام قطعية كالخاص، وإذا تعارضا قُدّم الأحوط، وهو الوجوب؛ فيقال: يجب العمل بكلا الحديثين، ولا يجوز معارضة أحدهما بالآخر وإلغاء أحدهما بالكلية؛ فإن طاعة الرسول فرضٌ في هذا وفي هذا، ولا


= الورق، و (١٤٥٩) باب ليس فيما دون خمس ذود صدقة، و (١٤٨٤) باب ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة، ومسلم (٩٧٩) في (الزكاة): في أوله، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه-.
قال (و): ". . . والوسق بفتح الواو وكسرها، ستون صاعًا، أو وثلاث مئة وعشرون رطلًا عند أهل الحجاز، أو أربع مئة وثمانون رطلًا عند أهل العراق" اهـ.
(١) أخرجه البخاري في "الصحيح" (كتاب الزكاة): باب العشر فيما يُسقى من ماء السماء وبالماء الجاري (٣/ ٣٤٧/ رقم ١٤٨٣)، وأبو داود في "السنن" (كتاب الزكاة): باب صدقة الزرع (٢/ ٢٥٢/ رقم ١٥٩٦)، والترمذي في "الجامع" (أبواب الزكاة): باب ما جاء في الصدقة فيما يُسقى بالأنهار وغيرها (٢/ ٧٥/ رقم ٦٣٥)، والنسائي في "المجتبى" (كتاب الزكاة): باب ما يوجب العشر، وما يوجب نصف العشر (٥/ ٤١)، وابن ماجه في "السنن" (كتاب الزكاة): باب صدقة الزروع والثمار (١/ ٥٨١/ رقم ١٨١٧)، من حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-.
وفي الباب عن جابر، رواه مسلم (٩٨١) في (الزكاة): باب ما فيه العشر، أو نصف العشر. وليس في الحديث لفظ (أو غرب)، وقد وجدت هذا اللفظ: أي: "وما سقي بالغَرْب ففيه نصف العشر" في حديث يرويه علي مرفوعًا عند أبي داود (١٥٧٢)، وابن زنجويه في "الأموال" (رقم ١٩٦٥)، من طريق الحارث الأعور، وفي زيادات أحمد على المسند (١/ ١٤٥)، وفي "العلل" (رقم ١٢٥٠)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (٤/ ٧٦)، وابن مخلد العطار في "حديثه" (ق ٨٦/ ب، ١٠٤/ أ) من طريق آخر ضعيف. وقال في "العلل": "قال أبي: هذا حديث أراه موضوعًا، أنكره من حديث محمد بن سالم"، وقد أعله الدارقطني في علله بالوقف (٤/ ٧٢)، ونقله عنه الحافظ في "التلخيص" (٢/ ١٧٠)، ورواه عنه قوله: عبد الرزاق (٧٢٣٣)، ويحيى بن آدم في "الخراج" (رقم ٣٧٣، ٣٧٥، ٣٧٩)، وابن زنجويه في "الأموال" (رقم ١٩٦٥، ١٩٦٨)، والبيهقي (٤/ ١٣١).
قال (و): "في حديث: "فيما سقت السماء والعيون، أو كان عثريًا العشر، وفيما سقي بالنضح العشر" رواه الجماعة إلا مسلمًا، لكن لفظ النسائي، وأبي داود، وابن ماجه "بعلًا" بدل "عثريًا"، والعثري: هو الذي يشرب بعروقه من ماء المطر يجتمع في حفيرة، والغرب: الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور، فإذا فتحت الراء؛ فهو الماء السائل بين البئر والحوض، وبنضح: أي ما سقي بالدوالي والاستقاء، والنواضح: الإبل التي يستقى عليها، واحدها: ناضح، وقيل: النضح: السانية من الإبل والبقر وغيرها من الرحال" اهـ.
(٢) هذا عند أبي حنيفة (و).

<<  <  ج: ص:  >  >>