للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دلّ عليه أَوْلى بالاتّباع (١)، واللَّه الموفق.

[[ما يقول الإمام في الرفع من الركوع]]

المثال التاسع والخمسون: ترك السنة الصحيحة الصريحة في قول الإمام: "ربنا ولك الحمد"، كما في "الصحيحين"، من حديث أبي هريرة: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا قال: سَمِعَ اللَّه لمن حمده، قال: اللَّهمّ ربنا لك الحمد" (٢).

وفيهما أيضًا عنه: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يكبِّر حين يقوم، ثم يكبِّر حين يركع، ثم يقول: سمع اللَّه لمن حمده، حين يرفع صُلْبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: ربَّنا ولك الحمد" (٣).

وفي "صحيح مسلم" عن ابن عمر: "أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع اللَّه لمن حمده، اللهمّ ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد" (٤)، وعن أبي سعيد: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع اللَّه لمن حمده، ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد -وكلنا لك عبد- لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ" (٥)، فردت


(١) انظر: "زاد المعاد" (٢/ ٨٧)، و"كتاب الصلاة" (ص ٣٤).
(٢) حديث أبي هريرة الذي في "صحيح البخاري" (٧٩٦) في (الأذان): باب فضل "اللهمّ ربنا لك الحمد"، و (٣٢٢٨) في (بدء الخلق): باب إذا قال أحدكم: آمين، و"صحيح مسلم" (٤٠٩) في (الصلاة): باب التسميع والتحميد. . . لفظه: "إذا قال الإمام: سمع اللَّه لمن حمده:. . . فقولوا" فهو من قوله عليه السلام.
(٣) رواه البخاري (٧٨٩) في (الأذان): باب التكبير إذا قام من السجود، و (٨٠٣) باب يهوي بالتكبير حين يسجد، ومسلم (٣٩٢) (٢٨).
(٤) لم أجد هذا الحديث في "صحيح مسلم" من حديث ابن عمر، وإنما وجدته من حديث ابن أبي أوفى (٤٧٦) في (الصلاة): باب ما يقول: إذا رفع رأسه من الركوع، ومن حديث علي بن أبي طالب (٧٧١) في (صلاة المسافرين): باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، وفي "صحيح البخاري" (٧٣٥) عن ابن عمر أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يرفع يديه حذو منكبيه، إذا افتتح الصلاة، وإذا كبّر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع، رفعهما كذلك أيضًا، وقال: "سمع اللَّه لمن حمده ربنا ولك الحمد".
(٥) رواه مسلم (٤٧٧) وقريبًا منه من حديث ابن عباس أيضًا (٤٧٨).
وقال (و): "ولا ينفع ذا الغنى غناه، وإنما ينفعه الإيمان والطاعة، وقد انتقد أبو عبيد من قالها بكسر الجيم" اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>