للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثدييها (١)، وسنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أولى بالاتّباع (٢).

[[وضع اليدين في الصلاة]]

المثال الثاني والستون: ترك السنة الصحيحة الصريحة التي رواها الجماعة عن سفيان الثوري، عن عاصم بن كُلَيْب، عن أبيه، عن وائل بن حُجْر قال: "صلّيت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فوضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره" (٣)، ولم


= رواية: وجعلنا رأسها ثلاثة قرون، انظر "صحيح البخاري" (١٢٥٤ و ١٢٥٩ و ١٢٦٠ و ١٢٦٢ و ١٢٦٣)، ومسلم (٩٣٩).
نعم ورد الأمر بهذا في "صحيح ابن حبان" (٣٠٣٣)، والطبراني في "الكبير" (٢٥/ ٩٨)، وإسناده صحيح.
وانظر للفائدة "فتح الباري" (٣/ ١٣٤).
(١) في (ق): "شقتين على ثديها".
(٢) في المطبوع: "أحق بالاتّباع".
(٣) طريق سفيان عن عاصم الذي أشار إليه ابن القيم: رواه أحمد في "مسنده" (٤/ ٣١٨)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٧٨) وعندهما: يضع يده اليمنى على اليسرى، وليس فيه: (على صدره)، ولم يحك هذه العبارة غير مؤمل بن إسماعيل، كما قال المصنف.
وقد روى الحديث جمع عن عاصم غير سفيان كلهم قال: "وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى"، لكن دون تحديد المكان، كما عند أحمد (٤/ ٣١١، ٣١٨، ٣١٩)، والدارمي (١/ ٣١٤)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٩٠)، والطيالسي (ص ١٣٧)، والنسائي (٢/ ١٢٦)، وابن ماجه (١/ ٢٦٦)، وابن الجارود (ص ٨٩، ٨١)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ رقم ٧٨)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٢٠/ ٧١)، وابن المنذر في "الأوسط" (٣/ ٩٠)، والبيهقي (٢/ ٢٢٨) وغيرهم، كما بيّنته بالتفصيل في جزء مفرد، وللَّه الحمد والمنّة، وانظر: "فتح الغفور في وضع الأيدي على الصدور" (ص ٣١ وما بعد) لمحمد حياة السندي، و"درهم الصرة في وضع اليدين تحت السرة" (ص ٢٨)، وما بعده للتتوي، و"إبكار المنن" (ص ١٠٦)، و"تحفة الأحوذي" (٢/ ٨٩).
وأما رواية مؤمل عن سفيان الثوري بوضعها على الصدر، فأخرجها ابن خزيمة (١/ ٢٤٢ - ٢٤٣ رقم ٤٧٩)، والبيهقي (٢/ ٣٠)، ومؤمل ضعيف.
وله طريق آخر ضعيف أيضًا.
(تنبيه): قال الشيخ محمد حياة السندي في رسالته: "فتح الغفور" (ص ٣٤): "فهم بعض الناس (أي من كلام المصنف السابق) أنه يقصد به ترك السنة الصحيحة الصريحة، وهي وضع اليدين فوق الصدر، وليس هذا من غرضه، بل إنه ينتقد المالكية القائلين بالإرسال؛ لأنه ذكر في الفصل نفسه عدة أحاديث منها ما رواه مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق في وضع اليمين على الشمال. . . ثم قال رحمه اللَّه، فردّت هذه الآثار برواية ابن القاسم عن مالك قال: "تركه أحب إليّ، ولا أعلم شيئًا قط ردت به سواه"، فافهم ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>