للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما قاله عمر وأبو الدَّرداء وحُذَيفة (١) وغيرهم، وقد نص أحمد وإسحاق بن راهويه والأوزاعي وغيرهم من علماء الإِسلام على أنَّ الحدود لا تقام في أرض العدو، وذكرها أبو القاسم الخرقي في "مختصره" فقال: ولا تقام الحدود (٢) على مسلم في أرض العدو، وقد أُتي بُسْر (٣) بن أرْطَاة برجل من الغزاة (٤) قد سرق مجنَّةَ فقال: لولا أني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "لا تقطع الأيْدِي في الغَزْو" لقطعت يدك (٥)، رواه أبو داود (٦)، وقال أبو محمد المقدسي: وهو إجماع الصحابة (٧)، روى سعيد بن منصور في "سننه" بإسناده عن الأحوص بن حكيم، عن أَبيه أن عمر كَتب إلى الناس أن لا يجلدنَّ أميرُ جيشٍ ولا سرية ولا رجلٌ من المسلمين حدًا وهو غازٍ حتى يقطع الدَّرب قافلًا لئلا تلحقه حمية الشيطان فيلحق بالكُفَّار (٨). وعن أبي الدرداء مثل ذلك (٩).

وقال علقمة: كنَّا في جيش في أرض الروم، ومعنا حُذَيفة بن اليَمَان، وعلينا


(١) سيذكر آثارهم المؤلف بعد قليل، وهناك تخريجها.
(٢) في المطبوع: "لا يقام الحد".
(٣) في المطبوع: "بشر"! وهو تصحيف.
(٤) في (ن) و (ق): "في الغزو"، وفي (ك): "في الغزاة".
(٥) في (ك) و (ق): "لقطعتك".
(٦) سبق تخريجه.
(٧) انظر: "المغني" (١٣/ ١٧٢ - ١٧٥ - ط هجر).
(٨) رواه سعيد بن منصور (٢٥٠٠) عن إسماعيل بن عياش به، وإسماعيل بن عياش ثقة إذا روى عن أهل بلده وهذه منها.
لكن الأحوص بن حكيم بن عمير ضعيف، إِلا أنه توبع، تابعه أبو بكر بن أبي مريم عن حكيم به، رواه ابن أبي شيبة (٦/ ٥٦٥)، وأبو بكر هذا ضعيف أيضًا، وحكيم بن عمير الراوي عن عمر بن الخطاب لم يدركه، فالإسناد منقطع على كلا الوجهين.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ١٠٥) من طريق الشافعي عن أبي يوسف -وهو عنده في "الرد على سير الأوزاعي" (٨١ - ٨٢) - قال: حدثنا بعض أصحابنا عن ثور بن يزيد عن حكيم بن عمير به، وفيه إبهام وانقطاع إيضًا.
ثم نقل عن الشافعي قوله: ما روي عن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- مستنكر وهو يعيب أن يحتج بحديث غير ثابت.
ورواه عبد الرزاق (٩٣٧٠) عن ابن جريج قال: أخبرني بعض أهل العلم أن عمر بن الخطاب كتب أن لا يَحُدَّ أمير جيش. . . وبين ابن جريج وعمر مفاوز.
(٩) رواه سعيد بن منصور (٢٤٩٩)، وابن أبي شيبة (٦/ ٥٦٦) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن حميد بن فلان بن رومان عنه.
وأبو بكر ضعيف، وحُميد هذا لم أعرفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>