للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أضرب اليوم رجلًا أبْلى للمسلمين ما أبلاهم، فخلَّى سبيله، فقال أبو محجن: قد كنتُ أشربها إذ يقام عليَّ الحدُّ وأُطَهَّرُ منها، فأما إذ بَهْرَجْتَني فواللَّه لا أشربها أبدًا (١).


(١) أخرجه الدينوري في "المجالسة" (رقم ١٠١٤ - بتحقيقي)، قال: حدثنا عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة، نا إسماعيل بن محمد، عن الأصمعي، عن ابن عون، عن عُمَيْر بن إسحاق؛ قال:. . . وذكر نحوه، وإسناده ضعيف.
عُمير بن إسحاق لم يرو عنه غير عبد اللَّه بن عون، قاله خليفة في "طبقاته" (ص ٢٥٥)، ومسلم في "الوحدان" (ص ١٨ - ط الهندية)، والنسائي في "تسمية من لم يرو عنه غير رجل واحدًا: (رقم ٨ - بتحقيقي)، وأبو حاتم في "الجرح والتعديل" (٦/ ٣٧٥)، وأحمد في "العلل" (رقم ٤٤٤١، ٤٤٤٣ - رواية ابنه عبد اللَّه)، والخطيب في "تالي التلخيص" (رقم ١٣٧ - بتحقيقي)، وابن عدي في "الكامل" (٥/ ١٧٢٤)، والذهبي في "الميزان" (٣/ ٢٩٦).
وذكر ابن حجر في "التهذيب" (٨/ ١٢٧) أن العقيلي ذكره في "الضعفاء" (٣/ ٣١٧)؛ لأنه لم يرو عنه غير واحد.
ومن هذا تعلم أن ما في "طبقات ابن سعد" (٧/ ٢٢٠) في ترجمته: "روى عنه البصريون ابن عون وغيره" فيه نظر كبير.
وانظر له: "تهذيب الكمال" (٢٢/ ٣٦٩ - ٣٧١).
قلت: ولا يعرف لعُمير سماع من سعد أو شهود لواقعة القادسية!!
وقد رويت القصة عن غيره وسنه تتحملها؛ فقد أورد المزي من ضمن من روى عنهم: عمرو بن العاص، وأبو هريرة، والمقداد بن الأسود.
وفي القصة نكارة ظاهرة، ولا سيما أن في آخرها: أن سعدًا عزم على عدم سجنه مرة أخرى إن عاد إلى شرب الخمر، وليس ذلك من سلطته شرعًا، وليست عقوبة شارب الخمر السجن، وليس من سلطة سعد أو أم ولده -إن صح أن عمر أمر بسجنه- أن يفرج عن أبي محجن قبل أن يراجع عمر، واضطربت الروايات في سبب سجن أبي محجن؛ فرواية تذهب إلى أنه كان ممن شغب على سعد حين استخلف خالد بن عرفطة، وتذهب رواية إلى أن أبا جهراء لحق بعمر حين هرب منه أبو محجن، فكتب عمر إلى سعد بسجنه، ورواية ثالثة تقول أن أبا محجن هوى امرأة من الأنصار يقال لها: (شموس)، فحاول النظر إليها فلم يقدر؛ فآجر نفسه من بنّاء كان يبني بيتًا بجانب منزلها، فأشرف عليها، وأنشد شعرًا، فاستعدى زوجها عمر، فنفاه، وكان ذلك سبب قصة أبي الجهراء، وفي رواية رابعة: أن عمر سجنه بسبب أبيات شعر قالها في الخمر، وفي رواية أن سعدًا لم يسجنه، وقال له: "اذهب؛ فما أنا بمؤاخذك بشيء حتى تفعله".
وفي هذا اضطراب شديد، وبعضها مصنوع.
وأخرجه ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (١/ ٢٨٤ - ط دار الكتب العلمية، و ١/ ١٨٧ - ط المصرية): حدثني يزيد بن عمرو: حدثنا أسهل بن حاتم: حدثنا ابن عون، به نحو ما عند المصنف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>