للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زمن الطهر؛ لأن الحيض قد يمتد بها غالبه أو أكثره، فلو منعت من القراءة لفاتت عليها مصلحتُها، وربما نسيت ما حفظته زمن طهرها، وهذا مذهب مالك [وإحدى الروايتين عن أحمد] (١) واحد قولي الشافعي، والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يمنع الحائض من قراءة القرآن، وحديثُ: "لا تقرأ الحائض والجنب شيئًا من القرآن" (٢) لم يصح؛ فإنه حديث معلول باتفاق أهل العلم بالحديث.


(١) في (ك) و (ق): "وأحمد في إحدى الروايتين".
(٢) رواه الترمذي (١٣١) في أبواب الطهارة: باب ما جاء في الجنب والحائض، وابن ماجه (٥٩٥) في (الطهارة): باب ما جاء في قراءة القرآن على غير طهارة، وأبو الحسن القطان في "زوائده" عليه (٥٩٦) والحسن بن عرفة في "جزئه" رقم (٦١)، وابن عدي في "الكامل" (١/ ٢٩٤ و ٤/ ١٣٩٠ - ١٣٩١)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٢/ ١٤٥)، وعبد اللَّه بن أحمد في "العلل" (٣/ ٣٨١ رقم ٥٦٧٥) -ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء" (١/ ٩٠) - والطحاوي (١/ ٨٨)، والدارقطني (١/ ١١٧) والآجرّي في "أخلاق حملة القرآن" (رقم ٧٧) والبيهقي في "سننه الكبرى" (١/ ٩٠) و"الخلافيات" (٢/ رقم ٣١٧، ٣١٨) و"المعرفة" (١/ ١٩٠ رقم ١١٦) والذهبي في "السير" (٦/ ١١٨) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا به، وفي بعضها عن موسى بن عقبة وعبيد اللَّه بن عمر، وعند الحسن بن عرفة: وعبد اللَّه بن عمر.
قال الترمذي: "لا نعرفه إلا من حديث ابن عياش عن موسى، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: إن إسماعيل بن عياش يروي عن أهل الحجاز وأهل العراق أحاديث مناكير".
ونحوه قال ابن عدي وزاد: وزاد في هذا الإسناد عن ابن عياش: إبراهيم بن العلاء، وسعيد بن يعقوب فقالا: عبيد اللَّه وموسى بن عقبة، قال: وليس لهذا الحديث أصل من حديث عبيد اللَّه.
ونقل العقيلي عن أحمد قوله: هذا باطل، أي أنكره على إسماعيل بن عيّاش.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه (١/ ٤٩): هذا خطأ، وإنما هو عن ابن عمر قوله، وأسهبتُ في بيان مَنْ ضعّفه من الأئمة والمحدّثين في تعليقي على "الخلافيات" (٢/ ٢٤ - ٢٥).
ورواه الدارقطني (١/ ١١٧) -ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (٢/ ٢٦ رقم ٣١٩) - من طريق عبد الملك بن مسلمة حدثني المغيرة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة به. وعبد الملك هذا قال فيه أبو زرعة وابن يونس: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: يروي المناكير الكثيرة عن أهل المدينة. وانظر تعليقي على "الخلافيات" (٢/ ٢٦ - ٢٨) ففيه سرد أسماء من ضعف الحديث من العلماء، وتعقب من أخطأ فيه.
ورواه الدارقطني (١/ ١١٧ - ١١٨) -ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (٢/ ٢٨ رقم ٣٢٠) - من طريق رجل عن أبي معشر عن موسى بن عقبة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>