للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالها لقاتلوا في سبيل اللَّه [فرسانًا] أجمعون" (١)، وهذا صريح في نفع الاستثناء المقصود بعد عقد اليمين. وثبت في "السنن" عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "واللَّه لأغزون قريشًا، واللَّه لأغزون قريشًا، واللَّه لأغزون قريشًا ثم سكت قليلًا ثم قال: "إن شاء اللَّه" ثم لم يغزهم (٢)، رواه أبو داود. وفي "جامع الترمذي" من حديث ابن عمر [-رضي اللَّه عنهما-] (٣) قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من حلف على يمين فقال: إن شاء اللَّه فلا حنث عليه" (٤)، وقد قال تعالى: {ولَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣)


(١) سبق تخريجه، وما بين المعقوفتين سقط من (ط).
(٢) سبق تخريجه.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٤) رواه أحمد (٢/ ١٠، ٤٩، ٦٨، ١٢٦، ١٢٧) والدارمي (٢/ ١٨٥)، والحميدي (٦٩٠ - ط الأعظمي و ٧٠٧ - ط حسين أسد)، وأبو داود (٣٢٦١)، والترمذي (١٥٣١)، والنسائي (٧/ ٢٥) كلهم في (الأيمان والنذور): باب الاستثناء في اليمين، وابن ماجه (٢١٠٦) في (الكفارات): باب الاستثناء في اليمين، وابن الجارود (٩٢٨)، وابن حبان (٤٣٣٩، ٤٣٤٠، ٤٣٤٢)، والطحاوي في "المشكل" (١٩٢٠، ١٩٢١، ١٩٢٢، ١٩٢٣)، والشافعي في "الأم" (٧/ ٦٢)، والبيهقي (٧/ ٣٦٠ - ٣٦١ و ١٠/ ٤٦) وفي "المعرفة" (١٤/ ١٧٠ رقم ١٩٥١٥) من طريق حماد بن سلمة، وسفيان بن عينية، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر به، ولفظ الترمذي: "من حلف على يمين فقال: إن شاء اللَّه فقد استثنى، فلا حنث عليه".
ورواه ابن حزم في "المحلى" (٨/ ٤٥) من طريق عبد الوارث بن سعيد التنوري عن أيوب به مرفوعًا، وعلقه (٨/ ٤٧) عن معمر عن أيوب ووقفه، وهو كذلك في "مصنف عبد الرزاق" (١٦١١٣) وقرن في (١٦١١٥) عن معمر الثوري.
قال الترمذي: "حديث ابن عمر حديث حسن، وقد رواه عبيد اللَّه بن عمر وغيره، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا، وهكذا روي عن سالم، عن ابن عمر -رضي اللَّه عنه- موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه غير أيوب السختياني، وقال إسماعيل بن إبراهيم: كان أيوب أحيانًا يرفعه، وأحيانًا لا يرفعه".
وقال البيهقي: "وقد روي عن موسى بن عقبة، وعبد اللَّه بن عمر، وحسان بن عطية، وكثير بن فرقد، عن نافع، عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا يكاد يصح رفعه إلا من جهة أيوب السختياني، وأيوب شكَّ فيه أيضًا.
ورواية الجماعة من أوجه صحيحة عن نافع عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- من قوله غير مرفوع، واللَّه أعلم".
ثم أسند عن حماد بن زيد قال: كان أيوب يرفعه ثم تركه، وقد رواه البيهقي (١٠/ ٤٦) من طريق عبد اللَّه بن عمر، ومالك، وأسامة بن زيد، عن نافع موقوفًا.
أقول: رواه مرفوعًا عن نافع عن ابن عمر جماعة منهم:
أولًا: أيوب بن موسى: =

<<  <  ج: ص:  >  >>