للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[هم السابقون إلى كل خير]]

الوجه الحادي والعشرون: ما رواه الطبراني وأبو نُعيم وغيرهما عن حذيفة بن اليمان أنه قال: يا معشر القرَّاء، خذوا طريق من كان قبلكم، فواللَّه لئن استقمتم لقد سبقتم سبقًا بعيدًا ولئن تركتموه يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا (١)، ومن المحال أن يكون الصواب في غير طريق من سبق إلى كل خير على الإطلاق.

[[اتباع الحق في سنتهم]]

الوجه الثاني والعشرون: ما قاله (٢) جُندب بن عبد اللَّه لفرقة دخلت عليه من الخوارج، فقالوا: ندعوك إلى كتاب اللَّه، فقال: أنتم؟ قالوا: نحن، قال: أنتم؟ قالوا: نحن، فقال: يا أخابيث (٣) خلق اللَّه في اتباعنا تختارون (٤) الضلالة، أم في غير سنتنا تلتمسون الهُدى؟ اخرجوا عني (٥). ومن المعلوم أن من جَوَّز أن يكون الصحابة أخطأوا في فتاويهم فمن بعدهم وخالفهم فيها فقد اتبع الحق في غير سنتهم، وقد دعاهم إلى كتاب اللَّه؛ فإن كتاب اللَّه إنما يدعو إلى الحق، وكفى ذلك إزراءً على نفوسهم وعلى الصحابة.

[[هم الراشدون المهديون]]

الوجه الثالث والعشرون: ما رواه الترمذي من حديث العرباض بن سارية


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة): باب الاقتداء بسنن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (١٣/ ٢٥٠/ رقم ٧٢٨٢)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١٣/ ٣٧٩)، وابن المبارك في "الزهد" (رقم ٤٧)، وأبو داود في "الزهد" (رقم ٢٧٣)، وعبد اللَّه بن أحمد في "السنة" (١٨)، وابن وضاح في "البدع" (ص ١٠، ١١)، وابن بطة في "الإبانة" (رقم ١٩٦، ١٩٧)، والمروزي في "السنة" (٢٥)، والبزار في "المسند" (٦/ ٣٥٩/ رقم ٢٩٥٦)، وأبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٢٨٠)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (١/ ٩٠ رقم ١١٩)، والهروي في "ذم الكلام" (ص ١٢٣)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ص ٥١٩ - ترجمة أبي مسلم الخولاني)، وابن عبد البر في "الجامع" (٢/ ٩٤٧/ رقم ١٨٠٩) بألفاظ منها المذكور، وعزاه أبو شامة في "الباعث" (ص ٧٠) لأبي داود في "السنن"، وانفرد بذلك، ورحم اللَّه المصنف، كيف عزا الأثر للطبراني وأبي نعيم وهو في "صحيح البخاري"؟!
(٢) في (ق): "ما قال".
(٣) في (ق) و (ك): "يا أخابث".
(٤) أي: إلى اتباع طريقنا تنسبون الضلالة؟ (س).
(٥) لم أظفر به.

<<  <  ج: ص:  >  >>