للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وعظنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول اللَّه كأنها موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: "عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمَّر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة، وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة [بدعة، (وكل بدعة)] ضلالة" (١)، وهذا حديث حسن، إسناده لا بأس به، فقرن سنة خلفائه (٢) بسنَّته، وأمر باتباعها كما أمر باتباع سنته، وبالغ في الأمر بها حتى أمر بأن (٣) يعض عليها بالنواجذ، وهذا يتناول ما أفتوا به وسنوه للأمة وإن لم يتقدم من نبيهم فيه شيء، وإلا (٤) كان ذلك سنته، ويتناول (٥) ما أفتى به جميعهم أو أكثرهم أو بعضهم لأنه علَّق ذلك بما سنه الخلفاء الراشدون، ومعلوم أنهم لم يسنوا ذلك [وهم خلفاء] في آن واحد، فعلم أن ما سنه كل واحد منهم في وقته فهو من سنة الخلفاء الراشدين [و] (٦) رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي سمع العرباض بن سارية، فذكر نحوه (٧).


(١) سبق تخريجه.
وفيه دلالة على وجوب متابعة الصحابة من نهي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن البدع، وأمره باجتناب المحدثات -فيما خالف أقوال الصحابة داخل في معنى الإحداث بلا ريب- وكذلك من حكمه بالضلالة على كل بدعة (س). وما بين المعقوفتين سقط من (ق)، وما بين القوسين سقط من (ك).
(٢) في (ق): "سنة الخلفاء".
(٣) في (ق): "أن".
(٤) في (ك): "ولا".
(٥) في (ك): "وهذا يتناول".
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع.
(٧) مضى تخريجه مفصلًا، والحمد للَّه الذي بنعمته تتم الصالحات.

<<  <  ج: ص:  >  >>