للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأقوال والأعمال ما يناسبها جعل اللَّه في [قلوب أوليائه سكينة تقابل] (١) حمية الجاهلية وفي ألسنتهم كلمة التقوى مقابلة لما توجبه حمية الجاهلية من كلمة الفجور، فكان حظُّ المؤمنين السكينةَ في قلوبهم وكلمة التَّقوى على ألسنتهم، وحظُّ أعدائهم (٢) حمية الجاهلية في قلوبهم، وكلمة الفجور والعدوان على ألسنتهم فكانت هذه السكينة وهذه الكلمة جندًا من جند اللَّه أيَّد بها [اللَّه] (٣) رسوله والمؤمنين في مقابلة جند الشيطان الذي في قلوب أوليائه [وألسنتهم] (٤). وثمرة هذه السكينة الطمأنينة الخبر (٥) تصديقًا وإيقانًا وللأمر تسليمًا وإذعانًا، فلا تدع شبهة تعارض الخبر (٥)، ولا إرادة تعارض الأمر، فلا تمر (٦) معارضات السوء [بالقلب] (٧) إلا وهي مجتازة [من] (٨) مرور الوساوس الشيطانية التي يُبتلي بها العبد ليقوى إيمانه ويعلو عند اللَّه ميزانه بمدافعتها وردّها وعدم السكون إِليها، فلا يظن المؤمن أنها لنقص درجته عند اللَّه تعالى.

[فصل [السكينة عند القيام بوظائف العبودية]]

ومنها السكينة عند القيام بوظائف العبودية وهي التي تورث الخضوع والخشوع وغض الطرف وجمعية القلب على اللَّه تعالى (٩) بحيث يؤدي عبوديته بقلبه وبدنه، والخشوع نتيجة هذه السكينة وثمرتها، وخشوع الجوارح نتيجة خشوع القلب، وقد رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلًا يعبث، بلحيته في الصلاة فقال: "لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه" (١٠).


(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ت) و (ق).
(٢) في (ق): "اعدائه".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ت) و (ق) و (ك).
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٥) في (ق): "للخير".
(٦) في (ق) و (ك): "بل لا تمر".
(٧) بدل ما بين المعقوفتين في (ك): "بالأمر لقلب".
(٨) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٩) في (ق): "على اللَّه سبحانه".
(١٠) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" -كما في "تخريج الكشاف" للزيلعي (٢/ ٣٩٩ - ٤٠٠) - حدثنا صالح بن محمد: حدثنا سليمان بن عمرو عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>