للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت (١): قد ذكرت أقسامها ونتيجتها وثمرتها وعلامتها فما أسبابها الجالبة لها؟

[[أسباب السكينة]]

قلت: سببها استيلاء مراقبة العبد لربه جل جلاله حتى كأنه يراه وكلما اشتدت هذه المراقبة أوجبت له من الحياء والسكينة والمحبة والخضوع والخشوع


= قال الزيلعي: وسليمان بن عمرو هذا يشبه أن يكون هو أبو داود النخعي، فإني لم أجد أحدًا في هذه الطبقة غيره، وقد اتفقوا على ضعفه، قال ابن عدي: أجمعوا على أنه يضع الحديث.
وقال الحافظ العراقي في "تخريجه على الإحياء" (١/ ١٥٠): "ضعيفٌ! والمعروف أنه من قول سعيد".
ونقل عنه المناوي في "فيض القدير" (٥/ ٣١٩) قوله في "شرح سنن الترمذي": وسليمان بن عمرو هو أبو داود النخعي متفق على ضعفه، وإنما يعرف هذا عن ابن المسيب.
وقال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي: فيه سليمان بن عمرو، وهو مجمع على ضعفه.
أقول: سليمان بن عمرو ليس بمجمع على ضعفه فقط، بل هو يضع الحديث كما قال الإِمام أحمد وابن معين والحاكم.
والحديث ذكره شيخنا الألباني -رحمه اللَّه- في "السلسلة الضعيفة" (١١٠)، وقال موضوع.
وأما الحافظ ابن حجر فقد ذكره في "الفتح" (٢/ ٢٢٥) ساكتًا عليه وقال ابن رجب في رسالته "الخشوع في الصلاة" (ص ١٢ - تحقيق الحلبي وص ٣٣ - تحقيق محمد عمرو) -ونسبه لبعض السلف-: "وروي ذلك عن حذيفة -رضي اللَّه عنه- وسعيد بن المسيب، ويروى مرفوعًا بإسناد لا يصح"، قلت: وعزاه ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (١٨/ ٢٧٣) إلى عمر بن الخطاب، وأثر حذيفة، رواه محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (١٥٠) من طريق الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عنه، وفيه عنعنه الوليد، وثور لم يدرك حذيفة. وقول سعبد بن المسيب رواه ابن المبارك في "الزهد" (١١٨٨)، وعبد الرزاق (٣٣٠٩) وابن أبي شيبة (٢/ ١٩٠) ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (١٥١) عن معمر عن رجل عن سعيد بن المسيب من قوله.
وصرح عبد الرزاق (٢/ ٢٦٦ رقم ٣٣٠٨) أن اسم الراوي عن سعيد هو أبان بن أبي عياش، وهو متروك، فإسناده ضعيف جدًا.
ولكن أخرجه صالح بن أحمد في "مسائل لأبيه" (رقم ٧٤١) من طريق سعيد بن خثيم عن محمد بن خالد عن سعيد بن جبير، قال: نظر سعيد (أي: ابن المسيب) إلى رجل. . . به، وإسناده حسن.
(١) في (ق): "فإن قيل".

<<  <  ج: ص:  >  >>