للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنت الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (١) [البقرة: ٣٢].

وكان مكحول يقول: لا حول ولا قوة إلا باللَّه [العلي العظيم] (٢)، وكان مالك يقول: ما شاء اللَّه لا قوة إلا باللَّه [العلي العظيم] (٣)، وكان بعضهم يقول: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي} (٤) [طه: ٢٥ - ٢٨] وكان بعضهم يقول: اللهم وَفّقني واهدني وسدّدني واجمع لي بين الصواب والثواب وأعذني من الخطأ والحرمان (٥)، وكان بعضهم يقرأ الفاتحة، وجزَبنا ذلك نحن (٦)، فرأيناه من أقوى أسباب الإصابة.

والمعوَّل في ذلك كله على حسن النية، وخلوص القصد، وصدق التوجه في الاستمداد من المعلِّم الأول معلِّم الرسل والأنبياء [صلوات اللَّه وسلامه عليهم] (٧)؛ فإنه لا يرد من صَدَق في التوجه إليه لتبليغ دينه وإرشاد عبيده ونصيحتهم والتخلّص من القول عليه بلا علم، فإذا صدقت نيّتُه ورغبته في ذلك لم يعدم أجرًا، إنْ فاته أجران، واللَّه المستعان.

وسئل الإِمام أحمد، فقيل له: ربما اشتد علينا الأمر من جهتك فلمن نسأل بعدك؟ فقال: "سلوا عبد الوهاب الوراق، فإنه أهل أن يوفق للصواب" (٨)، واقتدى الإِمام أحمد بقول عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-: "اقتربوا (٩) من أفواه المطيعين واسمعوا منهم ما يقولون، فإنهم تجلَّى لهم أمورٌ صادقة، [وذلك] (١٠) لقُرْب قلوبهم من اللَّه، وكلَّما قَرُب القلبُ من اللَّه زالت عنه معارضاتُ الهوء، وكان نورُ كشفه (١١) للحق أتمَّ


(١) انظر: "أدب المفتي والمستفتي" (١٤٠).
(٢) نقله عنه: الشيرازي في "طبقات الفقهاء" (٨٤) وابن الصلاح في "أدب المفتي" (١٤٠) والنووي في "المجموع" (١/ ٧٦) والذهبي في "السير" (٥/ ١٦١) وابن حمدان في "صفة الفتوى" (٦٠)، وما بين المعقوفتين من (ق).
(٣) نقله ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (٢/ ١٠٧٥) والقاضي عياض في "ترتيب المدارك" (١/ ١٤٨) والشاطبي في "الاعتصام" (١/ ١٤٠) و"الموافقات" (٥/ ٣٢٩ - بتحقيقي) وما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٤) انظر: "أدب المفتي والمستفتي" (١٤٠).
(٥) انظر: "أدب المفتي والمستفتي" (١٤١).
(٦) في المطبوع و (ت): "وجربنا نحن ذلك".
(٧) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٨) انظر: "المنهج الأحمد" (١/ ١٢٥) و"طبقات الحنابلة" (١/ ٢١١) و"شرح الكوكب المنير" (٤/ ٥٧٤) و"العدة" (٥/ ١٥٧٢).
(٩) في (ق): "اقربوا".
(١٠) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(١١) في (ت): "نور كسبه".

<<  <  ج: ص:  >  >>