للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- أيُّ البقاع شرٌّ؟ قال: "لا أدري حتى أسأل جبريل" فسأل جبريل فقال: لا أدري حتى أسأل ميكائيل فجاء فقال: خير البقاع المساجد وشرها الأسواق (١).

وقال: "في الإنسان ستون وثلاث مئة مَفْصِل عليه أَن يتصدق عن كل مفصل صدقة، فسألوه مَنْ يُطيق ذلك؟ قال "النخاعة (٢) تراها في المسجد فتدفنها أو الشيء فتنحيه عن الطريق، فإن لم تجد فركعتا الضحى يجزيانك" (٣).

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الصلاة قاعدًا؟ فقال: "من صلَّى قائمًا فهو أفضل، ومن صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم، ومن صلَّى نائمًا (٤) فله نصف أجر القاعد" (٥).

قلت: وهذا له محملان، أحدهما: أن يكون في النافلة عند من يجوِّزها مضطجعًا، والثاني: على المعذور فيكون له بالفعل النصف والتكميل بالنيَّة.

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل فقال: ما يمنعني أَن أتعلم القرآن إِلَّا خشية أَن لا أقوم به، فقال: "تعلَّم القرآن واقرأه وارقد، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقال به كمثل جِرابٍ محشوٍّ مِسْكًا يفوح ريحه على كل مكان، ومن تعلمه ورقد، وهو في جوفه كمثل جراب وُكي على مِسْك" (٦).


= أقول: وينظر في حال عبد الحميد هذا وأبوه فإني لم أجدهما.
وله شواهد عن جمع من الصحابة انظر: "مجمع الزوائد" (٢/ ٣٤).
(١) تقدم تخريجه.
(٢) في (و) و (ط): "النخامة" بالميم وفي (ك) وسائر الأصول: "النخاعة" بالعين.
(٣) رواه أحمد (٥/ ٣٥٤ و ٣٥٩)، وأبو داود (٥٢٤٢) في (الأدب): باب في إماطة الأذى عن الطريق، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٩٩)، وابن حبان (١٦٤٢)، وابن خزيمة (١٢٢٦) من طريق الحسين بن واقد عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه.
قال شيخنا الألباني في "إرواء الغليل" (٢/ ٢١٣): إسناده صحيح على شرط مسلم.
(٤) كذا في (ك) ومصادر التخريج، وفي سائر الأصول: "مضجعًا".
(٥) رواه البخاري (١١١٥) في (تقصير الصلاة): باب صلاة القاعد، و (١١١٦) باب صلاة القاعد بالإيماء من حديث عمران بن الحصين.
(٦) رواه الترمذي (٢٨٨١) في (فضائل القرآن): باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي، والنسائي في "الكبرى" (٨٧٤٩)، وابن ماجة (٢١٧) في (المقدمة): باب فضل من تعلم القرآن وعلَّمه -مختصرًا-، وابن خزيمة (١٥٠٩)، وابن حبان (٢١٢٦ و ٢٥٧٨) من طريق عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة به.

<<  <  ج: ص:  >  >>