للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه دليل على نوع شريف من أنواع الطب، وهو استصلاح التربة والهواء، كما ينبغي استصلاح الماء، والغذاء، فإن بصلاح هذه الأربعة يكون صلاح البدن واعتداله.

وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا طِيَرة (١)، وخيرها الفأل"، قيل: يا رسول اللَّه، وما الفأل؟ قال: "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم" (٢)، متفق عليه.

وفي لفظ لهما: "لا عَدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل"، قالوا: وما الفأل؟ قال: "كلمة طيبة" (٣).

ولما قال: "لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة" (٤)، قال له رجل: أرأيت البعير يكون به الجرب فتجرب الإبل؟ قال: "ذاك القدر فمن أجرب الأول؟ " (٥)، ذكره أحمد.


= (٣٩٢٣) في (الطب): باب في الطيرة، وابن قانع في "معجم الصحابة" (١٢/ رقم ١٥٤٦)، والرازي في "تاريخ صنعاء" (١٤٤) عن معمر، عن يحيى وفي مطبوع ابن قانع (معمر بن يحيى، فليصوب) بن عبد اللَّه بن بَحِير قال: أخبرني مَنْ سمع مِن فروة بن مسيك به.
أقول: يحيى هذا لم يرو عنه إلا معمر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو في عداد المجاهيل، وفيه رجل مبهم، لكن قال المزي في "تحفة الأشراف" (٨/ ٢٥٧): رواه عبيد اللَّه بن معاذ الصنعاني، عن معمر عن يحيى بن عبد اللَّه عن فروة.
قلت: أخرج روايته هذه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٤/ رقم ٥٦٥٧).
وهذا لا يعني شيئًا؛ لأنه بيّن في الرواية الأولى أن بينه وبين فروة رجلًا، ولم يسمّه، وعلى كل حال فيحيى مجهول كما سبق.
(١) "التشاؤم بالشيء" (و).
(٢) رواه البخاري (٥٧٥٤) في (الطب): باب الطيرة، و (٥٧٥٥) باب الفأل، ومسلم (٢٢٢٣) في (السلام): باب الطيرة والفأل، من حديث أبي هريرة.
(٣) رواه البخاري (٥٧٥٦) في (الطب): باب الفأل، و (٥٧٧٦) في (الطب): باب لا عدوى، ومسلم (٢٢٢٤)، من حديث أنس.
(٤) "هامة: طائر من طير الليل، وهو الصدى، وهو طائر يطير بالليل، وكانت الجاهلية تزعم أنه يخرج من رأس المقتول، أو أن عظام الميت تصير هامة، وتظل هذه الهامة تصيح حتى يؤخذ بثأر القتيل" (و).
(٥) رواه أحمد في "مسنده" (٢/ ٢٤ - ٢٥)، وابن ماجه (٨٦) في (المقدمة): باب في القدر، و (٣٥٤٠) في (الطب): باب من كان يعجبه الفأل، ويكره الطيرة، من طريق أبي جناب الكلبي، عن أبيه عن ابن عمر به.
قال البوصيري في "زوائده" (١/ ٥٣): هذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن أبي حيّة =

<<  <  ج: ص:  >  >>