للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مهاجر، وإن مت بالحضرمة" يعني أرضًا باليمامة (١)، ذكره أحمد.

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- عبد اللَّه بن حَوَالة أن يختار له بلادًا يسكنها، فقال: "عليك بالشام، فإنها خيرة اللَّه من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، فإن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غَدَركم، فإنَّ اللَّه توكل (٢) لي بالشام وأهله" (٣)، ذكره أبو داود بإسناد صحيح.


(١) تقدم تخريجه.
(٢) كذا في (ك) وفي سائر الأصول: "يتوكل".
(٣) هو جزء من حديث طويل رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد المثاني" (٢٢٩٥)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (١١١٤)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٢٨٨ - ٢٨٩)، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (٦/ ٣٢٧)، من طريق يحيى بن حمزة قال: حدثنا نصر بن علقمة، عن جبير بن نفير عن عبد اللَّه بن حوالة.
والحديث رواته ثقات، ونصر بن علقمة روى عنه جمع ووثقه دحيم، وابن حبان، وقال الحافظ فيه: مقبول!
ونصر لم يسمع من جبير كما قال أبو حاتم، لكن ورد في آخر الحديث، قال: سمعت عبد الرحمن بن جبير، فيحتمل أن يكون القائل نصر بن علقمة، وأنه بيّن الواسطة بينه وبين جبير بن نفير، وهو عبد الرحمن، وعبد الرحمن هذا يروي عن أبيه وهو من الثقات.
ورواه ابن حبان (٧٣٠٦) من طريق الوليد بن مزيد، والحاكم (٤/ ٥١٠) من طريق بشر بن بكر كلاهما عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن عبد اللَّه بن حوالة.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
أقول: رواته كلهم ثقات، لكن سعيد بن عبد العزيز اختلط وبعضهم قال: تغيّر، ولم يذكروا من روى عنه بعد الاختلاط، وأخشى أن لا يكون أحد سمع منه بعد الاختلاط.
وقد اختلف فيه على مكحول، فرواه أحمد (٥/ ٣٣ - ٣٤) من طريق محمد بن راشد عنه عن عبد اللَّه بن حوالة دون ذكر أبي إدريس الخولاني.
ومحمد بن راشد لا بأس به.
لكن أظن أن مكحولًا لم يسمع من عبد اللَّه بن حوالة، ومكحول كان كثير الإرسال.
ورواه أحمد (٤/ ١١٠)، وأبو داود (٢٤٨٣) في (الجهاد): باب في سكنى الشام من طريق بقية عن بحير عن خالد بن معدان، عن أبي قُتيلة عن ابن حوالة به.
ورواته كلهم ثقات، وأبو قتيلة هذا صحابي اسمه مرثد بن وداعة له أحاديث قليلة، وله رواية عن بعض الصحابة، كما قال ابن حجر في "التقريب"، لكن بقي في الإسناد عنعنة بقية وهو صاحب تدليس قبيح.
ورواه أحمد (٥/ ٢٨٨) من طريق حريز عن سليمان بن شمير عن ابن حوالة به.
أقول: وسليمان بن شمير هذا لم يذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة"! =

<<  <  ج: ص:  >  >>