للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَنَدًا صحيحًا (١) عاليًا، وقالوا: هذا عَهْدُ نبينا إلينا، وقد عهدنا (٢) إليكم، وهذه وصية ربنا وفرضه علينا، وهي وصيته وفرضه عليكم، فَجَرَى التابعون لهم بإِحسان على منهاجهم (٣) القويم، واقْتَفَوْا على آثارهم صراطَهم المستقيم، ثم سلك تابعو التابعين هذا المسلك الرشيد، {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} (٤) [الحج: ٢٤]، وكانوا بالنسبة إلى مَنْ قبلهم -كما قال أصدق القائلين-: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: ١٣، ١٤].

[[وقوف الأئمة والتابعين مع الحجة والاستدلال]]

[ثم جاءت الأئمة من القرن الرابع المُفَضَّل (في إحدى الروايتين)، كما ثَبَتَ في "الصحيح"] (٥) من حديث أبي سعيد، وابن مسعود، وأبي هريرة، وعائشة، وعِمْرَان بن حُصَين (٦)، فسلكوا على آثارهم اقتصاصًا، واقتبسوا هذا


(١) في (ك): "بسند صحيح".
(٢) في (ن) و (ق) و (ك): "عهدناه".
(٣) في (ن): "مناهجهم".
(٤) في (ن): "صراط العزيز الحميد"!!.
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٦) حديث أبي سعيد: رواه البخاري في "صحيحه" (٢٨٩٧) في (الجهاد): باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب، و (٣٥٩٤) في (المناقب) في (علامات النبوة)، و (٣٦٤٩) في (الفضائل): باب فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومسلم (٢٥٣٢) في (فضائل الصحابة)، باب فضل الصحابة.
وحديث ابن مسعود: رواه البخاري (٢٦٥٢) في (الشهادات): باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد، و (٣٦٥١) في (فضائل الصحابة): باب فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، و (٦٤٢٩) في (الرقاق): باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس عليها، و (٦٦٥٨) في (الأيمان والنذور): باب إذا قال أشهد باللَّه أو شهدت باللَّه، ومسلم (٢٥٣٣) في (الفضائل): باب فضل الصحابة.
وقد ورد في "الصحيحين" بذكر: "ثم الذين يلونهم" مرتين، ولكنه عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١٢/ ١٧٥) -ومن طريقه ابن حبان- (٧٢٢٧) -، ذكرها ثلاث مرات، وفي بعض طرق مسلم: فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: "ثم يتخلف".
وأما حديث أبي هريرة: فرواه مسلم (٢٥٣٤) في (الفضائل): باب فضائل الصحابة بلفظ طخير أمتي قرني الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم واللَّه أعلم أذكر الثالث أم لا".
وأما حديث عمران بن حصين: فرواه البخاري (٢٦٥١) في (الشهادات): باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد، و (٣٦٥٠) في (فضائل الصحابة): باب فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- و (٦٤٢٨) في (الرقاق): باب ما يحذر من زهرة الدنيا، و (٦٦٩٥) في (الأيمان والنذور): باب فضل الصحابة. وفيه: "فلا أدري! أقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد قرنه مرتين أو ثلاثة؟! " =.

<<  <  ج: ص:  >  >>