للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما نزلت بي مسألة عجزت عنها إلا قلت: يا معلم إبراهيم (١).

وقال أبو بكر بن عَيَّاش، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، قال: قال عبد اللَّه: علماء الأرض ثلاثة: فرجل بالشام، وآخر بالكوفة، وآخر بالمدينة، فأما هذان فيَسْألان الذي بالمدينة، والذي بالمدينة لا يسألهما عن شيء (٢).

وقال الشعبي: ثلاثة يَسْتفتي بعضُهُم من بَعْض [وثلاثة يستفتي بعضهم من بعض] فكان [عمر وعبدُ اللَّه وزيد بن ثابت يَستفتي بعضهم من بعض، وكان] عليّ وأُبيّ بن كعب وأبو موسى الأشعري يستفتي بعضهم من بعض، قال الشَّيباني: فقلت للشعبي: وكان أبو موسى بذاك؟ فقال: ما كان أعلمه، قلت: فأين معاذ؟ فقال: هلك قبل ذلك (٣).

وقال أبو البَخْتَري: قيل لعلي بن أبي طالب: حَدِّثنا عن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: عن أَيِّهم؛ قالوا: عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: قرأ القرآن، وعَلِم السُّنة، ثم انتهى، وكفاه بذلك. قالوا (٤): فحدثنا عن حُذَيفة؛ قال: أعلم أصحاب محمد بالمنافقين. قالواة فأبو ذر، قال: كُنَيِّف (٥) مَليء علمًا عُجن فيه (٦). قالوا: فعمار، قال: مؤمِنٌ نَسِيٌّ؛ إذا ذكرته ذكر، خَلَط [اللَّه] (٧) الإيمان بلَحْمه (٨) ودمه، ليس للنار فيه نصيب. قالوا: فأبو موسى قال: صبغ في العلم


(١) رواه البيهقي في "المدخل" (١٠٢) من طريق الفسوي، وهو في "تاريخه" (١/ ٤٦٧ - ٤٦٨) وقد رواه الحاكم (١/ ٩٨)، وقال: "صحيح على شرط الشيخين".
قلت: لكن فيه أبو صالح عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث بن سعد، فيه مقال، وانظر ما قبه وستأتي هذه الوصية لتلميذ آخر في التعليق على (ص ١١٢) وهي عند الهروي في "ذم الكلام" (ص ١٨٧).
(٢) إسناده منقطع.
(٣) روى نحوه -أيضًا- من قول الشعبي: أبو خيثمة في "العلم" (رقم: ٩٤)، والبيهقي في "المدخل" (ص: ١٤٩) وذكر نحوه الذهبي في "السير" (٢/ ٣٨٩) من قول الشعبي -أيضًا- دون آخره، وما بين المعقوفتين أثبته من (ن) و (ق) والزيادة الثانية سقطت من (ك).
(٤) في المطبوع: "قال"!
(٥) الكنف -بالكسر-: وعاء يكون فيه أداة الراعي، وبتصغيره جاء الحديث: "كنيف مليء علمًا" (د)، (ح)، ونحوه في (ط).
(٦) في المطبوع: "عجز فيه"، وقال في هامش (ن): "في نسخة: عجن فيه"، وهو المثبت في (ق) وفي (ك): "عجز فعجز فيه".
(٧) ما بين المعقوفتين سقط من (ن) و (ق).
(٨) في (ق): "بالجمر" وفي هامشه: "بلحمه".

<<  <  ج: ص:  >  >>