للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّلْماني، وشُريح وأبي وائل ونحوهم، وكان -رضي اللَّه عنه-[وكرم وجهه] (١) - يشكو عدم حَمَلَة العلم الذي أودِعَه، كما قال: إن ههنا علمًا لو أصبت له حملةَ.

[فصل [عمن انتشر الدين والفقه؟]]

والدين والفقه والعلم انتشر في الأمة عن أصحاب ابن مسعود، وأصحاب زيد بن ثابت، وأصحاب عبد اللَّه بن عمر، وأصحاب عبد اللَّه بن عباس (٢)؛ فعِلْمُ الناسِ عامَّتُه عن أصحاب هؤلاء الأربعة؛ فأما أهل المدينة فعلمهم عن أصحاب زيد بن ثابت، وعبد اللَّه بن عمر، وأما أهل مكة فعلمهم (٣) عن أصحاب عبد اللَّه بن عباس، وأما أهل العراق فعلمهم عن أصحاب عبد اللَّه بن مسعود.

قال ابن جرير: وقد قيل: إن ابن عمر وجماعةً ممن عاش بعده بالمدينة من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إنما كانوا يُفْتُونَ بمذاهب زيد بن ثابت، وما كانوا أخذوا عنه، مما (٤) لم يكونوا حفظوا فيه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قولًا.

وقال ابن وَهْبٍ: حدثني موسى بن عُلَيّ اللَّخْمي، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية؛ فقال: مَنْ أراد أن يسأل عن الفرائض فَلْيَأْتِ


= وأخرج أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (رقم ٢٥٥٦) عن الشعبي قال: "ما كُذب على أحد من هذه الأمة ما كُذب على علي -رضي اللَّه عنه-".
وأخرج أيضًا برقم (١٢١٠) بسنده أن ابن سيرين كان يرى عامة ما يروون عن علي -رضي اللَّه عنه- كذبًا.
قال النووي عقب الأثر الثاني في "شرح صحيح مسلم" (١/ ٨٣): "فأشار -أي أبو إسحاق- بذلك إلى ما أدخلته الروافض والشيعة في علم علي -رضي اللَّه عنه- وحديثه، وتقوّلوه عليه من الأباطيل، وأضافوه إليه من الروايات والأقاويل المفتعلة والمختلقة، وخلطوه بالحق، فلم يتميّز ما هو صحيح عنه مما اختلقوه".
وانظر نحو ما عند المصنف في: "منهاج السنة النبوية" (٢/ ٤٦٤ و ١١٠ - ١١١)، و"درء تعارض العقل والنقل" (٥/ ٢٦)، و"بغية المرتاد" (ص ٣٢١)، وكتابنا: "كتب حذر منها العلماء" (١/ ١١٠ - ١١١ و ٢/ ٢٤٨ - ٢٤٩).
(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٢) في (ق): "عن أصحاب عبد اللَّه بن عباس وعبد اللَّه بن مسعود وأصحاب زيد بن ثابت وأصحاب عبد اللَّه بن عمر. . . ".
(٣) في (ك): "فكان علمهم".
(٤) في (ق): "ما".

<<  <  ج: ص:  >  >>