للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل [من صارت إليه الفتوى من التابعين]]

ثم صارت الفَتْوَى في أصحاب هؤلاء (١) كسعيد بن المسَيَّب راويةِ عُمر (٢) وحاملِ علمه. قال جعفر بن ربيعة: قلت لعِرَاك بن مالك: مَنْ أفقه أهل المدينة؟ قال: أما أفقههم فقهًا، وأعلمهم بقضايا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقضايا أبي بكر، وقضايا عمر، وقضايا عثمان، وأعلمهم بما مضى عليه الناس فسعيد (٣) بن المسيب؛ وأما أغزرهم حديثًا فعروة بن الزبير، ولا تشاء أن تَفْجُر من عبيد اللَّه [بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود] (٤) بحرًا إلا فَجرته.

قال عراك: وأفقههم عندي ابنُ شهاب؛ لأنه جمع عِلمَهم إلى علمه (٥). وقال الزهري: كنت أطلب العلم من ثلاثة: سعيد بن المسيب، كان أفقهَ الناس، وعروة بن الزبير وكان بحرًا لا تكدره الدِّلاء، وكنت لا تشاء أن تجد عند عبيد اللَّه طريقة من علم -لا تجدها عند غيره- إلا وجدت (٦).

وقال الأعمش: فقهاء [أهل] (٧) المدينة [أربعة]: سعيد بن المسيب، وعُروة، وقَبيصة، وعبد الملك (٨).


(١) انظر: "الإحكام" (٥/ ٩٥ - ١٠٣) لابن حزم، والرسالة الثالثة الملحقة بـ "جوامع السيرة" (ص: ٣٢٤ - ٣٣٥) لابن حزم -أيضًا-.
(٢) "الراوية" في الأصل: المزادة فيها الماء (ح).
(٣) في (ن) و (ق): "سعيد".
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (و) و (ك) و (ق)، وقد علقها (ح) في الهامش؛ تمييزًا لعبيد اللَّه.
(٥) رواه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (١/ ٤٧١) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (رقم ٢٢٧ - ترجمة الزهري) من طريق الليث عن جعفر به وجعفر هذا من الثقات ومثله عراك، وذكره الذهبي في "السير" (٥/ ٣٣٧)؛ وهو جزء من كلام طويل لعراك بن مالك.
(٦) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ص ٦٥ - ٦٦ - ترجمة الزهري)، والعبارة في "السير" مجزأة (٤/ ٢٢٢ و ٤٢٥ و ٤٧٧) و (٥/ ٣٤٤) ونحوه من كلام عراك في "السير" (٥/ ٣٣٧).
وخرجت بإسهاب مقولة: "وكان عروة بحرًا لا تكدره الدلاء" في تعليقي على "المجالسة" (رقم ١٨٥)، فانظره غير مأمور.
والعبارة في (ك) و (ق): "لا تجده عند غيره إلا وجدته".
(٧) ما بين المعقوفتين من (ق)، وما بين المعقوفتين بعدهما سقط منها. وكلمة "أربعة" سقطت من (ك).
(٨) ذكره رشيد الدين العطار في "مجرد أسماء الرواة عن مالك" (ص ٣٩٥ رقم ١٥٨١)، عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>