للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[الفقهاء الموالي]]

وقال عبد الرحمن بن زَيْد بن أسْلم: لما مات العَبَادِلة -عبدُ اللَّه بن عباس، [وعبدُ اللَّه بن عمر] (١)، وعبدُ اللَّه بن الزبير، وعبدُ اللَّه بن عَمْرو بن العاص-؛ صار الفقه في جميع البلدان إلى المَوالي؛ فكان فقيهَ أهل مكة: عَطَاء بن أبي رَبَاح، وفقيهَ أهل اليمن: طاوس، وفقيهَ أهل اليمامة: يحيى بن أبي كثير، وفقيهَ أهل الكوفة: إبراهيمُ، وفقيهَ أهل البصرة: الحسنُ، وفقيه أهل الشام: مكحولٌ، وفقيه أهل خُرَاسان، عطاء الْخُرَاساني، إلا المدينةَ فإن اللَّه خَصَّها بقرشي، فكان فقيهَ أهل المدينة سعيدُ بن المسيب غيرَ مُدَافَع.

وقال مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيَّب؛ قال: مررتُ بعبد اللَّه بن عمر، فسلَّمت عليه ومَضَيْتُ، قال: فالتفتَ إلى أصحابه؛ فقال: لو رأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هذا لسَرَّه، فرفَع يديه [جدًّا وأشار بيده] (٢) إلى السماء.

وكان سعيد بن المسيَّب صِهْرَ أبي هريرة، زَوَّجه أبو هريرة ابنتَه، وكان إذا رآه قال: أسال اللَّه أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة (٣)، ولهذا أكثر عنه من الرواية.

[فصل [فقهاء المدينة المنورة]]

وكان الْمُفْتونَ بالمدينة من التابعين: سعيد بن المسيب، وعُرْوة بن الزُّبير، والقاسم بن محمد، وخَارجة بن زيد، وأبا (٤) بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن


= ابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٣٠٧)، والقاضي عياض في "ترتيب المدارك" (٢/ ٢٢٤)، ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (٧/ ١٧٥) من قول أبي الزناد، والذهبي في "السِّير" (٤/ ٤٢٥) من قوله أيضًا.
(١) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع و (ق) و (ك).
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٣) أخرجه الترمذي (٢٥٤٩) وابن ماجه (٤٣٣٦) وابن أبي عاصم في "السنة" (رقم ٥٨٥، ٥٨٧) وابن حبان في "صحيحه" (٧٤٣٨ - الإحسان)، والطبراني في "الأوسط" (١٧١٤)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (٣/ ٤١)، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (رقم ٢٥٣)، والمزي في "تهذيب الكمال" (١٦/ ٢٢٥). وإسناده ضعيف، انظر: "السلسلة الضعيفة" (١٧٢٢). وانظر "سير أعلام النبلاء" (٤/ ٢٢٤) و"الطبقات" (٢/ ٣٨١، ٥/ ١٢١) لابن سعد.
(٤) في (ق): "وأبو".

<<  <  ج: ص:  >  >>