للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحرارة الشهوة (١) في قلبه توجب له دوام اللهف، فإن حملتَ عليه بالموْعِظة (٢) والنصيحة فهو يلهف، [وإنْ تركته ولم تعظه فهو يلهف]، (٣) قال مجاهد: وذلك مثل (٤) الذي أُوتي الكتاب ولم يعمل به (٥)، وقال ابن عباس: إنْ تحملْ عليه الحكمةَ لم يحملها، وإنْ تركته لم يهتد إلى خير، كالكلب إنْ كان رابضًا لهث، وإنْ طرد لهث (٦)، وقال الحسن: "هو المنافق لا يثبت على الحق، دُعِيَ أو لم يُدْعَ، وُعِظَ أو لم يوعَظْ، كالكلب يلهث طُرِدَ أو ترك (٧) " وقال عطاء: ينبح إن حملت عليه أو لم تحمل عليه، وقال أبو محمد بن قتيبة: "كل شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء أو عَطَش [أو علة] (٨) [إلا] (٩) الكلب فإنه يلهث في حال الكَلال (١٠) وحال الراحة وحال الصحة وحال المرض [وحال الريّ] (١١) والعطش.

فضربه اللَّه مثلًا لمن كذب بآياته، وقال (١٢): إنْ وعظته فهو ضال، وإن تركته فهو ضال كالكلب إنْ طردته [وزجرته، فسعى] لهث وإن تركته على حاله لهث، ونظيره قوله [سبحانه] (١٣): {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ


(١) في (ق): "فهكذا مشبهه لشدة حرارة الشهوة" وفي (ك): "فهكذا أشبهه لشدة حرارة الشهوة".
(٢) في المطبوع: "الموعظة".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٤) في (ن) و (ق) و (ك): "مثال".
(٥) أخرجه الطبري في "التفسير" (٩/ ١٢٨ - ١٢٩)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٥/ ١٦٢٠ - ١٦٢١ رقم ٨٥٧٠) من طريقين عن مجاهد قال: هو مثل الذي يقرأ القرآن، ولا يعمل به.
وانظر "تفسير مجاهد" (١/ ٢٥١)، وعزاه في "الدر المنثور" (٣/ ١١٦) لعبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ.
(٦) أخرجه الطبري في "التفسير" (٩/ ١٢٩)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٥/ ١٦٢٠ رقم ٨٥٦٩) من طريق علي بن أبي طلحة عنه، وعلي لم يسمع من ابن عباس بينهما مجاهد أو عكرمة أو سعيد بن جبير، وانظر "صحيفة علي بن أبي طلحة" (رقم ٥٠٩)، وعزاه في "الدر المنثور" (٣/ ٦٠٨) لابن المنذر أيضًا.
وفي (ك): "وأن طردته لهث".
(٧) في "تفسير الطبري" (٩/ ١٢٩): "كان الحسن يقول: هو المنافق".
(٨) ما بين المعقوفتين من "تأويل مشكل القرآن" (ص ٣٦٩) لابن قتيبة.
(٩) بدل ما بين المعقوفتين في "تأويل مشكل القرآن": "خلا".
(١٠) في (ك) و (ق): "الضلال" وقال في هامش (ق): "لعله: الكلال".
(١١) ما بين المعقوفتين ليس في "المشكل" ولا في (ك) ولا في (ق).
(١٢) زاد في (ك) بعدها: "ابن عطية"!! وهو خطأ، فالكلام ما زال لابن قتيبة.
(١٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).

<<  <  ج: ص:  >  >>