للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨]، والنعاج بالنساء (١)، والرماد بالعمل الباطل؛ لقوله [تعالى] (٢): {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} [إبراهيم: ١٨]، والنور يُعبَّر بالهدى، والظلمة بالضلال، ومن ههنا قال عمر بن الخطاب (٣) لحابس بن سعد الطائي وقد ولاه القضاء، فقال له: يا أمير المؤمنين! أني رأيت الشمس والقمر يقتتلان، والنجوم بينهما نصفين، فقال عمر: مع أيهما كنتَ؟ قال: مع القمر على الشمس، قال: كنتَ مع الآية الممْحُوَّة، اذهب فلست تعمل لي عملًا، ولا تُقْتَل إلا في لَبْس من الأمر، فقتل يوم صفين (٤). وقيل لعابر: رأيت الشمس والقمر دخلا في جوفي، فقال: تموت، واحتج بقوله [تعالى] (٥): {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩) [يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ]} (٦) [القيامة: ٧ - ١٠] وقال رجل لابن سيرين: رأيت معي أربعة أرغفة حين طلعت الشمس (٧)، فقال: تموت إلى أربعة أيام، ثم قرأ قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا


(١) في المطبوع: "والنكاح بالبناء"، وفي (ق): "والنكاح بالنساء".
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٣) في (ق) بعدها: "رضي اللَّه عنه".
(٤) حكاه أبو سعد الواعظ في كتابه "تفسير الأحلام الكبير" (٢٦٢)، وأفاد صاحبه أن القصة وقعت لقاضي حمص مع عمر، وفي آخرها: "وصرفه عن عمل حمص؛ فقضى أنه خرج مع معاوية إلى صفّين؛ فقتل"، ثم ظفرتُ به مسندًا؛ فعزاه الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" (٢/ ٥٤٨) إلى أبي يعلى، قال: حدثنا غسان بن الربيع، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن مُحارب بن دثار عن عمر به؛ ثم ظفرت به من طريق حماد عند ابن أبي الدنيا في "الإشراف" (رقم ٢٥٥).
ورجال اسناده ثقات؛ إلا أن إسناده ضعيف، حماد سمع من عطاء قبل اختلاطه وبعده، ولم يتميز حديثه فترك، وفي سماع محارب من عمر نظر، انظر ترجمة (محارب) في "تهذيب الكمال" (٢٧/ ٢٥٥)، وتابع حمادًا ابن فضيل، وعنه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٧/ ٢٤١ - ط دار الفكر)، ولكن فيه: "عن عطاء؛ قال: حدثني غير واحد أن قاضيًا من قضاة أهل الشام أتى عمر بن الخطاب؛ فقال. . . " وذكر نحوه، ولم يعزه في "كنز العمال" (١١/ ٣٤٩ / رقم ٢١٧٠٩) إلا له.
فائدة: طبع كتاب "تفسير الأحلام الكبير" منسوبًا لابن سيرين وهو خطأ، وصوابه أنه لأبي سعد الواعظ، وكنت نفيت صحة نسبته لابن سيرين في كتابي: "كتب حذر منها العلماء" (٢/ ٢٧٥ وما بعدها)، وسردت أدلة على ذلك، ووقفت فيما بعد على اسم مؤلفه، وهو ممن يروي عن ابن جُميع الصيداوي وطبقته.
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٦) انظر "تفسير الأحلام الكبير" (٢٦٢) لأبي سعد الواعظ، وما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٧) في المطبوع: "أربعة أرغفة خبز، فطلعت الشمس".

<<  <  ج: ص:  >  >>