للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

الملَك له على ماء الكوثر أن زمزم أفضل منه (١).

قال ابن حجر الهيتمي: وهو ظاهر، خلافًا لمن نازع فيه بما لا يجدي كما بينته في "شرح العباب"، ثم قال: والحكمة في غسله به دون غيره أنه يقوِّي القلب ويسكِّن الرَّوْع.

فماء زمزم أفضل المياء شرعًا وأفضلها طبًّا سواء كان في موضعه المعروف أو منقولًا إلى موضع آخر، لأن فضله لعينه لا لأجل البقعة التي هو فيها.

ثم يليه في الفضيلة ماء الكوثر وهو كما جاء: "نهر في الجنة حَافَتَاه من ذهب ومجراه على الدُّرِّ والياقوت، تُربته أطيبُ من المِسكِ، وماؤُه أحلا من العسل وأبيضُ من الثَّلج".


(١) "إرشاد الساري" ٣/ ١٨١.
وفي "الجامع اللطيف" لابن ظهيرة ص ٢٦٨ نقلًا عن جده -أبو بكر بن علي المتوفى سنة ٨٨٩ هـ-: وفيما استدل به -أي البُلقيني- وقفةٌ، فقد يقال: قوله: (ولم يكن يغسل إلَّا بأفضل المياه) مُسَلَّمٌ، ولكن بأفضل مياه الدنيا، إذ ماء الكوثر من متعلَّقات دار البقاء فلا يستعمل في دار الفناء، ولا يشكل بكون الطشت الذي غُسِّل فيه صدره - صلى الله عليه وسلم - من الجنة، لأن استعمال هذا ليس فيه إذهاب عين بخلاف ذاك، والله أعلم.
ثم نقل عن السيوطي أنه سُئل شعرًا أيهما أفضل ماء زمزم أو ماء الكوثر؟ فأجاب شعرًا:
ما جاءنا خبرٌ بذلك ثابتٌ ... فالوقفُ عن خوضٍ بذلكَ أجملُ