للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مصالحه، بأمره الأجناد بمباشرة القتال. ولمُباشِر القتال أجرٌ أفضل من أجر الإمام، لأن الإمام متوسِّل إلى مصالح الجهاد، والمُقاتل مباشِرٌ. لكن الظاهر أن أجر الإمام أفضل من أجر الواحد من المجاهدين؛ فإذا كانوا ألفًا كان لكل واحدٍ منهم أجرُ مباشرته على حسب ما باشر، وللإمام أجرُ تسبّبه إلى قتال الألف) إلى آخره (١).

يقال عليه: ما ذكره من أن أجر الإمام -والحالةُ هذه- أقل من أجور المباشرين للقتال: فيه نظر، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من دعا إلى هدى، كان له مثلُ أجر من عَمِل به، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا) (٢)، وهذا يقتضي أن يكون أجرُ الإمام للتسبب إلى جهادِ ألفٍ: كأجر الألف المباشرين للجهاد. وهذا هو الأرجح.


(١) قواعد الأحكام ١: ١٩٩.
(٢) هذا اللفظ مركب من حديثين:
أحدهما رواه مسلم ٤: ٢٠٦٠ (٢٦٧٤) كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثلُ أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا) الحديث.
والحديث الآخر رواه مسلم أيضًا في الموضع نفسه ٤: ٢٠٥٩ (مكرر ١٠١٧) من حديث جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - وفيه قصة - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سَنّ في الإسلام سنة حسنة فعُمل بها بعده، كُتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء) الحديث.
ورواه مسلم في موضع آخر من صحيحه ٢: ٧٠٥ (١٠١٧) كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق ثمرة ... عن جرير أيضًا - رضي الله عنه - بلفظ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عَمِل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء) الحديث. وهو في المسند المستخرج على صحيح مسلم لأبي نُعيم ٣: ٩ عن جرير - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عَمِل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا) الحديث.

<<  <   >  >>