للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقال فيه: فإذا تعارض الخروج من المسجد والانتعال، قَدَّم اليسرى في الخروج ويضعها على ظهر نعله، ثم يُخرج اليمنى فيُنعلها، ثم يُنَعِّل (١) اليسرى).

٢٨١ - قوله بعد ذلك: (والطِّيرة: أن يرى أو يسمع ما يدل على الشر، فيخافه ويَرهبه، وذلك سوء ظنٍّ بالله) (٢).

يقال عليه: إنما نُهي عنه زجرًا عما كانوا يعتقدونه من تأثيرها من حيث النفع أو دفع الضر، لا أنها من باب سوء الظن بالله، وإلا فقد عَدَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سلوك وادٍ، ورأى به قبيلته بنو مُحرق (٣).


= العبادة وشكر النعم المباحة أن يُستعمل فيها أفضل العضوين. هذا ما قاله الشيخ ابن عبد السلام، ثم قال: (ولا شك أن مقابلة الشريف بالشريف حسنة). وأما تقديم الرِّجْل اليُمنى في الانتعال، فذلك لأن الانتعال بمثابة اللباس للقدم، فهو إكرامٌ لها، ولهذا يُبدأ فيه بالرِّجل اليمنى كما يُبدأ في لباس البدن بالأعضاء اليُمنى. ثم خلعُ النعل بمثابة نزع اللباس عن القدم، فيُبدأ فيه بالقدم اليسرى إبقاءً لإكرام القدم اليمنى هنا مرة أخرى بتأخير نزع لباسها إلى ما بعد القدم اليسرى.
(١) كلمة (يُنعّل) هذه، ضبطها الناسخ في المخطوط بتشديد العين، ولم يَضبط التي قبلها. ويجوز في الكلمة ثلاثة أوجه: نَعَل القدمَ يَنْعَلها، أي: أَلبَسها النعل. وأَنْعَلَ يُنْعِل. ونَعَّل يُنَعِّل. ينظر تاج العروس ٣١: ١٠.
(٢) قواعد الأحكام ١: ٣٤٠.
(٣) العبارة الأخيرة من هذه الفقرة، لم تتضح بعض كلماتها في المخطوط، واجتهدتُ طويلًا حتى بدا لي أنها أقرب ما تُقرأ كما أثبتُّها.
وهي تتعلق بقصة مسيره - صلى الله عليه وسلم - إلى بدرٍ الكبرى، ففيها أنه - صلى الله عليه وسلم - بعد وصوله إلى المنصَرَف، لمّا استقبل الصفراء -وهي قرية بين جبلين- سأل عن جبلَيْها، ما أسماؤهما؟ فقالوا: يقال لأحدهما: (مُسْلِح)، وللآخر: (مُخْرِئ)، وسأل عن أهلهما، فقالوا؟ بنو النار، وبنو حُراق، بطنان من بني غفار. فكره رسول الله اسم الجبلين، وكره المرور بينهما، فتركهما وعَدل عنهما، وسَلَك ذات اليمين على وادٍ يقال له: (ذَفِرَان). ينظر: السيرة =

<<  <   >  >>