للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

واستدرك عليهم الدارمي (١)، بما أشار إليه صاحب (الروضة) وبيّنه في (شرح المهذب) (٢)، بأنه يمكن قضاء يومين فصاعدًا، إلى آخر السابع بزيادة يوم واحد على الضِّعف.

وضابطه أن تَعرف ما عليها من صومٍ، فتصوم يومًا وتفطر يومًا إلى أن تستوفيه، ثم تترك الصوم ثمانية عشر يومًا من أول صيامها، فتصوم يومًا وتفطر يومًا قدر ما صامت وأفطرت من أول المدّة، وتصوم يومًا آخر فيما بين آخِر فطرها بعد صيامها الأول والسادس عشر منه، وإذا كان عليها يومًا (٣) فتأتي بخمسة. وأقل مدة يحصل فيها هذه الخمسةُ، تسعة عشر يومًا، وليس هذا موضع بسطه. وقد ذَكَر هذا صاحب (الحاوي الصغير) (٤) أيضًا.

وجواب ما ذكره الشيخ من الإشكال (٥)، أن العادة إنما لم يُنظر لغالبها


(١) هو محمد بن عبد الواحد بن محمد، أَبو الفرج، الدارمي البغدادي، نزيل دمشق. كان إمامًا بارعًا مدققًا حادّ الذهن. قال الخطيب: هو أحد الفقهاء موصوف بالذكاء وحسن الفقه والحساب والكلام في دقائق المسائل، وله شعر حسن. له كتاب (الاستذكار) وقف عليه ابن الصلاح وأثنى عليه ثناء بليغًا لما فيه من الفرائد والفوائد والغرائب والعجائب مع الإيجاز والاختصار. مولده سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وتوفي رحمه الله بدمشق سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وقيل: سنة تسع وأربعين وأربعمائة. طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١: ٢٣٤.
(٢) ينظر المجموع ٢: ٤٣٥ وما بعده، وروضة الطالبين ١: ١٥٩.
(٣) كذا في المخطوط. ومقتضى قواعد العربية أن يقال: (وإذا كان عليها يوم).
(٤) هو عبد الغفار بن عبد الكريم بن عبد الغفار القزويني، نجم الدين، صاحب (الحاوي الصغير) وغيره. قال ابن السبكي: كان أحد الأئمة الأعلام له اليد الطولى في الفقه والحساب وحسن الاختصار. توفي رحمه اللهُ، سنة خمس وستين وستمائة. طبقات الشافعية لابن السبكي ٨: ٢٧٧ وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢: ١٣٧.
(٥) وهو ما تقدم نقله في الهامش السابق.

<<  <   >  >>