للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

-نسبة إلى الصحابي الجليل سعيد بن زيد أحد العشرة المبشَّرين- الكرماني القاهري الشافعي.

ووالده: شمس الدين محمَّد بن يوسف، هو العلامة المحدِّث الكرماني، العَلَم الشهير، صاحب الشرح المشهور على صحيح البخاري، المسمى بـ (الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري)، (وهو المتداول باسم: شرح الكرماني)، المولود سنة ٧١٩ هـ والمتوفى راجعًا من مكة بعد الحج سنة ٧٨٦ هـ رحمه الله تعالى.

وُلد المترجَم (المتقي يحيى) ببغداد -موطن آبائه- سنة ٧٦٢ هـ بـ (دَرب شُهْدة الكاتبة)، ونشأ بها، وحفظ القرآن، وتلقّى العلم عن عددٍ من المشايخ، ولازم غيرَ واحد من أصحاب الفنون سيّما من كان يجتمع على أبيه، واستفاد منهم كثيرًا، ولكن جُلّ انتفاعه إنما كان بوالده، فإنَّه لازمه سفرًا وحضرًا وتنقّل معه في نحو خمسين مدينةً، حتى كان معه حين مجاورته بمكة سنَتَيْ خمس وست وسبعين وسبعمئة.

ومما أخذه عن والده: الكتب الستة، سماعًا غير مرة، وكتبًا أخرى في التفسير والنحو والصرف والمنطق والفقه والأصول، وسمع عليه (الوجيز) للغزالي وشرحه (العزيز) للرافعي في نحو اثنتي عشرة سنة حين إلقاء أبيه الدروس ببعض مدارس بغداد.

كما سمع المترجم على أبيه: بعضَ كُتُبِ أبيه، ومن أجلّها شرحه للبخاري (الكواكب الدراري)، سمعه منه مرارًا، بل قرأ عليه بعضَه (١).


(١) قال ابن حجر في إنباء الغمر ٢: ١٨٣ عن هذا الشرح: (ورأيت في الدعوات أو بعدها من شرحه (أي: شرح الكرماني) للبخاري، أنه انتهى في شرحه وهو بالطائف، البلد المشهور بالحجاز؛ كأنه لما كان مجاورًا بمكة كان يُبيّض فيه، وما أكمله إلا ببغداد. وذكر لي ولدُه الشيخ تقي الدين يحيى أنَّه سمع عليه جميع شرحه).

<<  <   >  >>