للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وسيأتي التَّعَرُّضُ لِلَفْظِ التحميد بزيادةٍ في التسميع، وإنما المقصود هنا تقريرُ أنه لا خلاف في مذهبه في الجمع بينهما كما نقله شيخ المذهب محيي الدين النووي، في كتابه: "شرح المهذب" (١) وغيره عن الشافعي وأصحابه، وقال: "هذا لا خلاف فيه عندنا"، وقرَّر أنَّ التسميعَ ذِكْرُ رفعِ الرأس من الركوع، والتحميدَ بعده ذكرُ الاعتدالِ منه.

وقد روى البخاري ومسلم وغيرهما من الأئمة، من حديث جماعات من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين (٢): أن الشارع صلوات الله وسلامه عليه كان يجمع بينهما في صلاة الفرض والتطوع (٣).


= عداه. اهـ. "فتح الباري" (٢/ ٢٧٣).
والتقدير على كون الواو عاطفة: (ربَّنا اسْتَجِبْ لنا -أو ما قارب ذلك- ولك الحمد)، ففيه زيادة معنى؛ لأنه يشتمل على معنى الدعاء ومعنى الخبر. وأمَّا بإسقاط الواو، فهو يدل على أحد هذين المعنين فقط. انظر: "الإِحكام" لابن دقيق العيد (١/ ٢٠٤).
(١) الذي أسماه بـ "المجموع" (٣/ ٣٩١) ط المطيعي-مكتبة الإِرشاد- جدة.
(٢) منهم:
١ - أبو هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري (٢/ ٢٧٢)، ومسلم (١/ ٢٩٣، ٢٩٤).
٢ - ابن عمر رضي الله عنهما، أخرجه البخاري (٢/ ٢٢١).
٣ - ابن أبي أوفى رضي الله عنهما، أخرجه مسلم (١/ ٣٤٦).
(٣) أي مِن حيثُ إطلاقُ الروايات، وإلاَّ فليس هناك روايةٌ خاصَّة في التطوع. ثم إن ما ورد مِن وصف الصحابة لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالظاهر أنه وصفٌ لحال إمامته؛ لأنها الحالة الغالبة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما ذكره ابن دقيق العيد رحمه الله في "الإحكام" (١/ ٢٢٢).

<<  <   >  >>