للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب

القول في الدلالة على صحة النظر

إن قال قائل: ما الذي تعنون بصحة النظر؟

قيل له: نريد بذلك أنه متضمن للعلم بحال المنظور فيه وطريق إليه.

فإن قال: وما الدليل على كونه طريقا إليه؟

قيل له: يدل على ذلك حصول العلم لنا بحال المنظور فيه عند صحيح النظر فلو لم يكن طريقا إليه لم يحصل بحصوله.

ويدل على صحته- أيضا- أنه لا يخلو أن يكون صحيحا أو فاسدا فأن كان صحيحا فهو ما يقول, وإن كان فاسدا لم يخل العلم بفساده من أن يكون ضرورة أو استدلالا, فإن كان ضرورة وجب على كل مثبت له ودائن بصحته أن يكون مضطرا إلى بطلانه وفساده. وهذا بهت من راكبه, وإن كان فساده معلوما بنظر, فقد صح أن من النظر ما هو طريق للعلم ببعض

<<  <  ج: ص:  >  >>