للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالقاسم بن محمد البرزالي (١) (ت ٧٣٩ هـ)، ومحمد بن أحمد بن حسان التلي الدمشقي (٢) (ت ٧٤١ هـ). وقد ذكرنا سني الوفاة لهؤلاء الشيوخ للدلالة على أن الإجازات كانت وابن رجب في الثالثة أو الخامسة، وأن بعضها تلقاها ابن رجب وهو في بغداد من كبار علماء الشام.

هذه بدايات الطلب كما سجلتها بعض المراجع وأهمها كتاب ابن رجب نفسه "الذيل على طبقات الحنابلة"، ولكن أسرة ابن رجب، بما عرفت من مذاق العلم والرحلة فيه، لم تقف عند هذا الحد، بل حمل أحمد بن رجب أبناءه، ومنهم صاحبنا، وتوجه بهم نحو مركز الثقل، ومجتمع العلم والعلماء، فدخل بهم دمشق سنة ٧٤٤ هـ، وبها سمع الوالد والولد كبار المسندين والمحدثين، وأدركا البقية الباقية من علماء القرن السابع، مثل شمس الدين محمد بن أبي بكر بن النقيب (ت ٧٤٥ هـ) والإمام علاء الدين أحمد بن عبد المؤمن السبكي ثم النووي (٣) (ت ٧٤٩ هـ). وفي دمشق سمع ابن رجب محمد بن إسماعيل الخباز


(١) "الذيل على طبقات الحنابلة" (٢/ ١٨٤، ١٩٢).
(٢) "الذيل على طبقات الحنابلة" (١/ ٨٢).
(٣) جاء في كتاب "ذيل طبقات الحنابلة" لابن رجب، نشر المعهد الفرنسي وتحقيق لاوست والدهان، أثناء كلام الناشرين عن ابن رجب، (ص ١٧):
"اما ابن النقيب الذي أجاز ابن رجب فهو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن لؤلؤ القاهري، المعروف بأبي النقيب المتوفى سنة ٧٦٩ هـ، عن سبع وستين سنة، كما أفاده الطهطاوي في "التنبيه والإيقاظ" (ص ١٠٢)، فتكون ولادته سنة ٧٠٢ هـ، ويكون هو أكبر من ابن رجب المولود سنة ٧٣٦ هـ، فيصح أن يكون أستاذًا له.
أما النووي، وهو محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي فولادته سنة ٦٣١ هـ، وتوفي سنة ٦٧٦ هـ قبل ولادة ابن رجب بستين سنة؛ فلا تصور أن يكون إجازة منه لابن رجب قطعًا، فمما لا شك فيه أن لفظ النووي هنا تحريف إلا أن يكون المراد نوويًا آخر". =

<<  <  ج: ص:  >  >>