للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلى الله عليه وسلم: "لا تكذبوا عليَّ، فإنه من كذب عليَّ يلجُ النار".

[٩ - في حفظ الحديث]

١٤٥ - * روى الطبراني في الأوسط عن أبي نضرة قال قلت لأبي سعيد أكْتِبْنا قال: لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا، ولكن خذوا عنا كما أخذنا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان أبو سعيد يقول تحدثوا فإن الحديث يذكر بعضه بعضاً.

أقول: قوله ولن نجعله قرآنا: فيه إشارة إلى أن الصحابة كانوا يعطون للقرآن من الأهمية والأولوية والخصوصية ما لا يعطونه لغيره وليس في ذلك امتهان لما سوى القرآن من العلم ولكن إشارة إلى ما هو أفضل من الفاضل.

١٤٦ - *روى الطبراني عن أبي بُردة بن أبي موسى قال: كتبت عن أبي كتاباً فقال لولا أن فيه كتاب الله لأحرقتُه ثم دعا بمركنٍ أو بإجّانة فغسلها ثم قال عِ عني ما سمعت مني ولا تكتبْ عني فإني لم أكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً، كدت أن تُهلك أباك.

فائدة: سنرى أن الآخِرَ من فعل رسول الله صلى الله لعيه وسلم الإذن بالكتابة للحديث الشريف والأمر به، فقد أمر بكتابة ما طلب أبو شاه فيه فقال: اكتبوا لأبي شاه وسيرد أمره صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص رض الله عنه بأن يكتب عنه فإنه لا يُخرج من فمه إلا حقاً، وتمام الكلام في شرح النووي عند حديث مسلم (لا تكتبوا عني غير القرآن ..) ويبقى الحفظ مستحباً ولكن مع وجود الكتابة.

وفي العصور المتأخرة أهمل الناس الحفظ ووجد من يروّج لذلك وهو خطأ كبير وشر مستطير يكادان يقضيان على العلم كما عُرف عن السلف وتوارثته الأمة.


= الترمذي (٥/ ٣٥) ٤٢ - كتاب العلم، ٨ - باب ما جاء في تعظيم الكذب على رسول الله صلى الله عيه وسلم.
١٤٥ - الطبراني في الأوسط.
١٤٦ - الطبراني في الكبير.
كشف الأستار (١/ ١١٠) كتاب العلم، باب جواز الكتابة.
الإجانة: ما يغسل فيه الثياب.

<<  <  ج: ص:  >  >>