للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخطبة وإلى ذلك ذهب الحسن وابن عيينة والشافعي وأحمد وإسحق ومكحول وأبو ثور وابن المنذر وحكاه النووي عن فقهاء المحدثين. وحكى ابن العربي: أن محمد بن الحسن حكاه عن مالك. وذهب الثوري وأهل الكوفة إلى أنه يجلس ولا يصليهما حال الخطبة حكى ذلك الترمذي وحكاه القاضي عياض عن مالك والليث وأبي حنيفة وحكاه العراقي عن محمد بن سيرين وشريح القاضي والنخعي وقتادة والزهري. ورواه ابن أبي شيبة عن علي وابن عمر وابن عباس وابن المسيب ومجاهد وعطاء بن أبي رباح وعروة بن الزبير ورواه النووي عن عثمان اهـ.

وفي الموضوع نقاشات كثيرة منها أن ما في قصة سليك واقعة عين لا عموم لها وأن الأمر معارض لقوله تعالى {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (١).

١٧٩٥ - * روى الشيخان عنه صلى الله عليه وسلم "إذا قلت لصاحبك أنصت والإمام يخطب فقد لغوت". وبقوله صلى الله عليه وسلم للذي دخل يتخطى رقاب الناس قد آذيت فأمره بالجلوس ولم يأمره بالتحية، ومنها أن عمل أهل المدينة خلفاً عن سلف من لدن الصحابة إلى عهد مالك: أن التنفل في حال الخطبة ممنوع مطلقاً.

واستدلوا أيضاً بالمعقول إذ أن الإنصات إلى الخطبة واجب وتحية المسجد سنة فيقدم الواجب على السنة، لكن علق النووي على حديث إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين ... قال: لا أظن عالماً يبلغه هذا اللفظ صحيحاً فيخالفه، واعتبر القائلون بالسنية هذا النص مخصصاً للعمومات التي استدل بها المانعون. انظر (نيل الأوطار ٣/ ٣١٤ - ٣١٧).

١٧٩٦ - * روى مالك عن محمد بن شهاب الزهري رحمه الله قال: قال ثعلبة بن مالك القرظي: "إنهم كانوا في زمان عمر بن الخطاب يصلون يوم الجمعة، حتى يخرج عمر، فإذا


(١) الأعراف: ٢٠٤.
١٧٩٥ - البخاري (٢/ ٤١٤) ١١ - كتاب الجمعة، ٣٦ - باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب.
مسلم (٢/ ٥٨٣) ٧ - كتاب الجمعة، ٣ - باب الإنصات يوم الجمعة في الخطبة.
١٧٩٦ - الموطأ (١/ ١٠٣) ٥ - كتاب الجمعة، ٢ - باب ما جاء في الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب، وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>