للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه، فجئته. فسألته، فحدثني به بنحو ما حدثني، فأتيت عائشة فأخبرتها، فعجبت، وقالت: والله، لقد حفظ عبد الله بن عمرو".

١٦٥ - * روى مسلم عن أبي الأسود، عن عروة قال: "قالت لي عائشة: يا ابن أختي، بلغني أن عبد الله بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحج، فألقهُ، فسائله، فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً، قال: فلقيته، فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عروة: فكان فيما ذكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لا ينتزعُ العلم من الناس انتزاعاً، ولكن يقبض العلماء، فيرفعُ العلم معهم، ويُبقي في الناس رؤوساً جُهالاً" - وفي أخرى (١) "ويبقى في الناس رؤوسٌ جُهالٌ- يُفْتُونهم بغير علم. فيضلون ويُضِلون". قال عروة: فلما حدثتُ عائشة بذلك أعظمتْ ذلك وأنكرته، وقالت: أحدثك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال عروة: حتى إذا كان قابلٌ قالت له: إن ابن عمرو قد قَدِم فألقه، ثم فاتحْهُ حتى نسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم، قال: فلقيته فسألته، فذكره على نحو ما حدثني به في مرَّته الأولى، قال عروة: فلما أخبرتها بذلك قالت: ما أحسبه إلا قد صدق، أراهُ لم يزدْ فيه شيئاً ولم ينقُص.

وله في رواية (٢) عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو، بمثل حديث هشام بن عروة.

١٦٦ - * روى الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فشخَصَ ببصره إلى السماء، ثم قال: "هذا أوانٌ يُختلسُ العلم م الناس حتى لا يقدروا منه على شيءٍ"، فقال زيادُ بن لبيد الأنصاري: كيف يُختلسُ منا وقد قرأنا


١٦٥ - مسلم (٤/ ٢٠٥٩) ٤٧ - كتاب العلم، ٥ - باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان.
الترمذي (٥/ ٣١) ٤٢ - كتاب العلم ٥ - باب ما جاء في ذهاب العلم.
(١) مسلم (٤/ ٢٠٥٩) نفس الموضع السابق.
(٢) مسلم (٤/ ٢٠٥٨) نفس الموضع السابق.
(انتزاعاً): أي محواً من الصدور وذكر في الفتح أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كان في حجة الوداع.
١٦٦ - الترمذي (٥/ ٣١، ٣٢) ٤٢ - كتاب العلم، ٥ - باب ما جاء في ذهاب العلم. قال: هذا حديث حسن غريب.
(شخص ببصره): إذا نظر إلى شيء دائماً، فلا يرد عنه نظره.
(يُختلس): الاختلاس: الاستلاب، وأخذ الشيء بسرعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>