للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "في أثر سماء" أي في أثر مطر، والعرب تسمي المطر سماء، لأنه ينزل من السماء.

والنوء للكواكب الثمانية والعشرين التي هي منازل القمر، يسقط منها في كل ثلاث عشرة ليلة نجم منها في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله من المشرق من ساعته، فيكون انقضاء السنة مع انقضاء هذه الثمانية والعشرين.

وأصل النوء: هو النهوض، سمي نوءاً، لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ينوء نوءاً، وذلك النهوض، وقد يكون النوء للسقوط.

وكانت العرب تقول في الجاهلية: إذا سقط منها نجم، وطلع آخر، لابد من أن يكون عند ذلك مطر، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك على النجم، فيقولون: مطرنا بنوء كذا.

وهذا التغليظ فيمن يرى ذلك من فعل النجم، فأما من قال: مطرنا بنوء كذا، وأراد: سقانا الله تعالى بفضله في هذا الوقت، فذلك جائز.

٢٢١٤ - * روى مسلم عن أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة".

٢٢١٥ - * روى أحمد عن سعد بن إبراهيم يعني ابن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما قال: كنت جالساً إلى جنب حميد بن عبد الرحمن، فمر شيخ جميل من بني غفار وفي أذنيه صمم- أو قال وقر- فأرسل إليه حميد فلما أقبل قال: يا ابن أخي أوسع له فيما بيني وبينك فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حتى جلس فيما بيني وبينه فقال له حميد: حدثني بالحديث الذي حدثتني به عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فقال الشيخ: سمعت


= مسلم (١/ ٨٣، ٨٤) ١ - كتاب الإيمان، ٣٢ - باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء.
٢٢١٤ - مسلم (٢/ ٦٤٤) ١١ - كتاب الجنائز، ١٠ - باب التشديد في النياحة.
٢٢١٥ - أحمد (٥/ ٤٣٥).
مجمع الزوائد (٢/ ٢١٦) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>