للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وزاد مسلم في رواية أخرى (١): "وإذا قام صاحبُ القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكرهُ، وإنْ لم يقم به نسيهُ".

أقول: القرآن عزيز كما وصفه الله عز وجل: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} (٢) فهو لا يبقى في صدر صاحبه مع إهماله إياه وكان أحد شيوخنا يقول: إن القرآن يحن إلى صاحبه فإذا عاود صاحبه التلاوة والإقبال عليه عاد إليه.

٢٣٥٩ - * روى الجماعة عن عبد الله بن مسعودٍ (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئسما لأحدهِمْ أن يقول: نسيتُ آية كيت وكيت، بل هو نُسِّيَ، واستذكروا القرآن، فإنه أشدُّ تفصياً من صدور الرجال من النَّعَم من عُقُلها".

وفي رواية (٣) قال: "لا يقل أحدكم: نسيتُ آية كذا وكذا، بل هو نُسِّي".


(١) مسلم (١/ ٥٤٤) نفس الموضع السابق.
النسائي (٢/ ١٥٤) ١١ - كتاب الافتتاح، ٣٧ - باب جامع ما جاء في القرآن.
ابن ماجه (٢/ ١٢٤٣) ٣٣ - كتاب الأدب، ٥٢ - باب ثواب القرآن.
(المعقلة) هي: الإبل التي شُدتْ بالعقال لئلا تهرب، والعِقال حُبيل صغير يُشد به ساعد البعير إلى فخذه ملوياً.
(تعاهدوا) التعاهد والتعهد: المراجعة والمعاودة، قاله الهروي.
قال محقق الجامع: شبه درس القرآن، واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشرود فما دام التعهد، موجوداً فالحفظ موجود، كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال، فهو محفوظ.
(٢) فصلت: من ٤١.
٢٣٥٩ - البخاري (٩/ ٧٩) ٦٦ - كتاب فضائل القرآن، ٢٣ - باب استذكار القرآن وتعاهده.
مسلم (١/ ٥٤٤) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٢٣ - باب الأمر بتعهد القرآن ...
(٣) مسلم (١/ ٥٤٤) الموضع السابق.
الترمذي (٥/ ١٩٣) ٤٧ - كتاب القراءات، ١٠ - باب، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
النسائي (٢/ ١٥٤، ١٥٥) ١١ - كتاب الافتتاح، ٣٧، جامع ما جاء في القرآن.
(تفصياً) كل شيء كان لازماً لشيء ففُصل عنه، قيل: تفصَّى منه، كما يتفصى الإنسان من البلية؟ أي: يتخلص منها.
قال محقق الجامع قال بعضهم: سبب الذم ما فيه من الإشعار بعدم الاعتناء بالقرآن، إذ لا يقع النسيان إلا بترك التعاهد وكثرة الغفلة، فلو تعاهده بتلاوته والقيام به في الصلاة لدام حفظه وتذكره، فإذا قال الإنسان: نسيت الآية الفلانية، فكأنه شهد على نفسه بالتفريط، فيكون متعلق الذم ترك الاستذكار والتعاهد، لأنه الذي يورث النسيان، وقال النووي: الكراهة فيه للتنزيه.
"كيت وكيت" يعبر بهما عن الجمل الكثيرة، والحديث الطويلأ، ومثلهما "ذيت وذيت" وقال ثعلب: ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>