للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الظُّلَّة، فيها أمثالُ المصابيح، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اقرأ يا ابن حُضير اقرأ يا ابن حُضير قال: أشفقْتُ يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريباً، فانصرفت إليه، ورفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثلُ الظُّلَّةِ فيها أمثالُ المصابيح، فخرجتُ حتى لا أراها، قال: وتدري ما ذاك؟ قال: لا، قال: تلك الملائكة دنتْ لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لاتتوارى منهم".

٢٣٦٣ - * روى مسلم عن أبي سعيد الخُدري (رضي الله عنه): "أن أُسَيْد بن حضير بينما هو ليلةً يقرأ في مربدِه، إذْ جالتْ فرسُه، فقرأ، ثم جالتْ أخرى، فقرأ، ثم جالتْ أيضاً، قال أُسيد: فخشيتُ أن تطأ يحيى، فقمت إليها، فإذا مثلُ الظُّلَّة فوق رأسي، فيها أمثال السُّرُج عرجتْ في الجوِّ حتى ما أراها، قال: فغدوتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مِرْبَدي، إذ جالتْ فرسي، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضيرٍ، قال: فقرأتُ، ثم جالت أيضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير، قال: فانصرفتُ، وكان يحيى قريباً منها، فخشيتُ أن تطأه، فرأيتُ مثل الظُّلَّة، فيها أمثال السُّرُج عرجتْ في الجوِّ حتى ما أراها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة كانت تستمعُ لك، ولو قرأت لأصبحتْ يراها النساُ ما تستترُ منهم".

أقول: هاتان الروايتان أصل أصيل في إثبات إمكانية انكشاف شيء من عالم الغيب للمسلم في حال إقباله على الله عز وجل، ولقد كثر الإنكار على الكشف وعلى أهله وليس ذلك ف محله إن جاءت الروايات عن صادق عدل، وكانت في دائرة الإمكان الشرعي.

٢٣٦٤ - * روى الشيخان عن البراء بن عازبٍ (رضي الله عنه) قال: "كان رجل يقرأُ (سورة الكهف) وعنده فرسٌ مربوطة بشطنيْن، فتغشَّتْه سحابةٌ فجعلتْ تدنو، وجعلَ (١).


٢٣٦٣ - مسلم (١/ ٥٤٨، ٥٤٩) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٣٦ - باب نزول السكينة لقراءة القرآن.
(المِرْبد): موقف الإبل، والمراد: موضعه الذي كان فيه.
(العروج): الصعود إلى فوق.
٢٣٦٤ - البخاري (٩/ ٥٧) ٦٦ - كتاب فضائل القرآن، ١١ - باب فضل الكهف.
مسلم (١/ ٥٤٧، ٥٤٨) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٣٦ - باب نزول السكينة لقراءة القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>