للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلى الله عليه وسلم: "يجيءُ نوح وأمتُه، فيقول الله: هل بلغت؟ فيقول: نعم، أي ربِّ، فيقول لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا، ما جاءنا من نبيٍّ، فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فنشهد أنه قد بلغ"، وهو قوله عز وجل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (١).

إلا أن في رواية الترمذي، فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد- وذكر الآية إلى آخرها- ثم قال: والوسطُ، العدل.

واختصره الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وكذلك جعلناكم أمةً وسطا) قال: عدلاً.

٢٥٠٥ - * روى أحمد عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قال عدلاً.

أقول: العدل، مفرد العدول، وهم الذين اتصفوا بصفة العدالة، فهم غير متهمين بضلال أو فسوق أو انخرام مروءة.

٢٥٠٦ - * روى الشيخان عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: سألت عائشة رضي الله عنها، فقلت لها: أرأيت قول الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ


= الترمذي (٥/ ٢٠٧) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٣ - باب "ومن سورة البقرة".
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قال الطبري: وأما الوسط فإنه في كلام العرب الخيار يقال منه: فلان وسط الحسب في قومه، أي: متوسط الحسب إذا أرادوا بذلك الرفعة ف يحسبه، وهو وسط في قومه وواسطة قال: وأنا أرى أن الوسط في هذا الموضع هو الوسط الذي بمعنى الجزء الذي هو بين الطرفين، مثل وسط الدار، والمعنى أنهم وسط لتوسطهم في الدين، فلم يغلوا كغلو النصارى ولم يقصروا كتقصير اليهود، ولكنهم أهل وسط واعتدال، قال الحافظ: لا يلزم من كون الوسط في الآية صالحاً لمعنى التوسط أن لا يكون أريد به معناه الآخر، كما نص عليه الحديث، فلا مغايرة بين الحديث وبين ما دل عليه معنى الآية.
(١) البقرة: ١٤٣.
٢٥٠٥ - أحمد (٣/ ٩).
مجمع الزوائد (٦/ ٣١٦) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
٢٥٠٦ - البخاري (٣/ ٤٩٧، ٤٩٨) ٢٥ - كتاب الحج، ٧٩ - باب وجود الصفا والمروة ...
مسلم (٢/ ٩٢٨، ٩٢٩) ١٥ - كتاب الحج، ٤٣ - باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركنٌ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>